للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي له أن يستعمل من الأخلاق الشريفة ما يدل على فضله وصدقه، وهو أن يتواضع في نفسه إذا جلس في مجلسه، ولا يتعاظم في نفسه، ويتواضع لمن يلقنه القرآن، ويقبل عليه إقبالا جميلا وينبغي له أن يستعمل مع كل إنسان يلقنه ما يصلح لمثله، إذا كان يتلقن عليه الصغير والكبير والحدث، والغني والفقير، فينبغي له أن يوفي كل ذي حق حقه، ويعتقد الإنصاف إن كان يريد الله بتلقينه القرآن: فلا ينبغي له أن يقرب الغني ويبعد الفقير، ولا ينبغي له أن يرفق بالغني ويحذق بالفقير، فإن فعل هذا فقد جار في فعله، فحكمه أن يعدل بينهما، ثم ينبغي له أن يحذر على نفسه التواضع للغني والتكبر على الفقير، بل يكون متواضعا للفقير، مقربا لمجلسه متعطفا عليه، يتحبب إلى الله بذلك. أهـ

(أورد الآجري رحمه الله تعالى في أخلاق حملة القرآن عن الربيع بن أنس في قوله تعالى: (وَلاَ تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ) [لقمان: ١٨]

قال: يكون الغني والفقير عندك في العلم سواء.

(وينبغي للمقرئ أن يتناول فيه ما أدب الله به نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث أمره أن يقرب الفقير قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا) [الكهف: ٢٨]

(قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:

أي: اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه، ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه، ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد الله، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء.

يقال: إنها نزلت في أشراف قريش، حين طلبوا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كَبِلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود، وليفرد أولئك بمجلس على حدة. فنهاه الله عن ذلك، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء. أهـ

((حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>