للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قدوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة قبل مقدم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليها، وكان معه من لحق به من أهله وقومه، وأخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبد الله ابنا سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي، زوج ابنته حفصة، وابن عمه سعيد بن زيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وواقد بن عبد الله التميمي، حليف لهم، وخولى بن أبي خولى، ومالك بن أبي خولى، حليفان لهم من بني عجل وبنو البكير، وإياس وخالد، وعاقل، وعامر، وحلفاؤهم من بني سعد بن ليث، فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر في بني عمرو بن عوف بقباء (١).

يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أبي مكتوم، وكانوا يُقرئون الناس، فقدم بلال، وسعد، وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين نفراً من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم قدم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٢).

- مناقب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:

هو الخليفة الثاني وأفضل الصحابة الكرام بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً وقد حثنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمرنا باتباع سنتهم والاهتداء بهديهم كما في الحديث الآتي:

(حديث العرباض بن سارية في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أوصيكم بتقوى الله و السمع و الطاعة و أن أمر عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة.

فعمر - رضي الله عنه - خير الصالحين بعد الأنبياء والمرسلين وأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وقد قال فيهما رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر كما في الحديث الآتي:

(حديث حذيفة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: اقتدوا باللذين بعدي أبي بكر وعمر.

[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:


(١) فتح الباري (٧/ ٢٦١) نقلاً عن صحيح التوثيق ص٣١.
(٢) البخاري رقم ٣٩٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>