للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] قال بعض العلماء: يجب أن يكون واعظ الناس متلطفاً معهم ناظراً إلى مواضع العلل معالجاً كل علة بما يليق بها وهذا الزمان لا ينبغي أن يستخدم فيه مع الخلق أسباب الرجاء بل المبالغة في التخويف وإنما يذكر الواعظ فضيلة وأسباب الرجاء إذا كان المقصود استمالة القلوب إليه لإصلاح المرضى)، التخويف ولكن بحيث لا تصل إلى تيئيسهم من رحمة الله ..

[*] قال علي رضي الله عنه: ((إنما العالم الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يأمّنهم مكر الله)) ..

لابد أن يكون هناك توازن وحسب حال الناس، فإذا كانوا ميّالين إلى التفريط والمعاصي والتساهل غلّب التخويف وإذا كان عندهم خوف زائد ويأس من رحمة الله غلّب الرجاء.

[*] (ثمرات الرجاء:

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:

(«الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب» وهو الله والدار الآخرة ويطيب لها السير. أهـ

ومن ثمرات الرجاء ما يلي:

(١) يورث طريق المجاهدة بالأعمال.

(٢) يورث المواظبة على الطاعات كيفما تقلبت الأحوال.

(٣) يشعر العبد بالتلذذ والمداومة على الإقبال على الله والتنعّم بمناجاته والتلطف في سؤاله والإلحاح عليه.

(٤) أن تظهر العبودية من قبل العبد والفاقة والحاجة للرب وأنه لا يستغني عن فضله وإحسانه طرفة عين.

(٥) أن الله يحب من عباده أن يسألوه ويرجوه ويلحّوا عليه لأنه جواد كريم أجود من سُئِل وأوسع من أعطي وأحب ما إلى الجواد الكريم أن يسأله الناس ليعطيهم ومن لا يسأل الله يغضب عليه والسائل عادة يكون راجٍ مطالب أن يُعطى فمن لم يرجو الله يغضب عليه، فمن ثمرات الرجاء التخلّص من غضب الرب.

(٦) الرجاء حادٍ يحدو بالعبد في سيره إلى الله فيطيب المسير ويحث على السير ويبعثه على الملازمة، فلولا الرجاء بـ (المضاعفة-رحمة الله-الأجور والثواب المضاعف-الجنة والنعيم) ما سار أحد، والقلب يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء.

(٧) يطرح على عتبة محبة الله عزوجل ويلقيه في دهليزها فكلما اشتد رجاؤه وحصل له ما يرجوه؛ ازداد حباً لربه وشكراً له ورضا، وهذا من مقتضيات وأركان العبودية.

(٨) الرجاء يبعث العبد على مقام الشكر لأنه يحفزه للوصول إلى مقام الشكر للنعم وهو خلاصة العبودية.

(٩) الرجاء يوجب المزيد من التعرف على أسماء الله وصفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>