(حديث أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:«وعدني رَبِّى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ».
مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً: أي الذين لا يحاسبون من أمته ـ مع كل ألف منهم سبعون ألفاً ـ.
كم سيكون المجموع؟
أربعة ملايين وتسعمائة ألف غير الحثيات.
وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ: ذهب أهل العلم إلى أن الحثية من الله تعالى أكثر عددا من السبعين ألفا ومع كل واحد سبعين ألفا، وهذا من عظيم رحمة الله تعالى وفضله ومنِّه وكرمه، فهؤلاء من يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
مسألة: ما حكم أن يحثو الإنسان بيده وهو يذكر ذلك الحديث؟
الجواب:
أن ذلك يتوقف والله أعلم على حال من يخاطبهم الإنسان، فإن خشي عليهم أن يقع في قلوبهم شيء من تشبيه الله بخلقه ـ والعياذ بالله ـ فإنه لا يفعل ذلك، أما إن لم يخش منهم ذلك وأراد أن يبين لهم معنى الحثية فحثا بيده لكي يعلموها فلا بأس إن شاء الله، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضه بيديه فيقول أنا الله، أنا الملك أنا الملك) وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقبض أصابعه ويبسطها وهو يروي قول ربه سبحانه وتعالى، وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة قال:(رأيت رسول الله قرأ هذه الآية إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ... إلى قوله سميعاً بصيراً)، قال رأيت رسول الله يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينيه).