لأن الزجاج جوهر لا ينكتم فيه شيء لما في جرمه من الضياء. وإذا وقع جوهر الزجاج على المصباح صار الزجاج والمصباح مصباحاً واحداً، قال تعالى:{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} ، وقال أبو نواس:
رق الزجاجُ وراقت الخمرُ ... وتشابها فتشاكل الأمرُ
فكإنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمرُ
٩٧ - إنما هو كبرق الخلَّب
هو البرق الذي لا غيث فيه، والسحاب الذي لا مطر فيه. يضرب لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز. قال المعري:
المرء إن لم تُفدْ نفعاً إقامتُه ... غيم حمى الشمس لم يمطرْ ولم يسِر
٩٨ - إن من البيان لسحراً
يعني أن البيان يعمل عمل السحر. ومعنى السحر: إظهار الباطل في صورة الحق. والبيان: إجمتاع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن. يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.
٩٩ - إنه لألمعيّ
ومثله لوذَعِيّ. يضرب للرجل المصيب بظنونه. قال أوسُ بن حجر:
الألمعي الذي يظن بك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا
وأصله من لمع إذا أضاء ... كأنه لمع له ما أظلم على غيره.
١٠٠ - إنه نسيجُ وحده
أي أنه واحد في معناه ليس له فيه ثان، انه ثوب نسج على حدته لم ينسجْ معه غيره.