للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مصر المعظم، مؤيداً ذلك بتقديم محرر سموه المنطوي على خاص المودة، المتضمن تعييني وتعيين رفاقي الماثلين بين يدي عظمتكم للحضور في المؤتمر العمومي العلمي الذي توجهت خواطركم الملوكية لانعقاده في هذه المملكة العامرة، لما يترتب عليه من الفوائد المهمة لنشر العلم وتقدمه واتحاده باشتراك القريب والبعيد والشرقي والغربي فيه، ولم يكن ذلك ليأتي إلا بتوجيه همة الملك إليه. فلك يا مولاي الفضل الجزيل على ذلك المسعى الجميل، وأختم قولي بتقديم واجب تشكراتي لما نلت من لطف الرعاية الملوكية في هذا الموقف النبيل، لا زال موقع إجلال ومنتهى كمال. وكان ذلك يوم الأحد غرة سبتمبر سنة ١٨٨٩ وانصرفوا.

وفي ثالث يوم اجتمع الناس لافتتاح المؤتمر، وحضر الملك وحضر الناس، وأخذ كل موضعه، فافتتح الملك المؤتمر بخطبة حسنة ألقاها وأجاد فيها وفي حسن أدائها، قال في ضمنها: إن السلطة قبل كانت للقوة والاستبداد، وليست الآن إلا للعلم، ومضى فيها حتى أتمها واقفاً، والناس بين يديه وقوف، ثم جلس، وخطب بعده المسيو كريمر وافد النمسا، ثم سفر العجم، فخطب خطبة باللغة الفارسية، ثم وافد السلطنة العلية العثمانية أحمد مدحت بك، فتلا مقالة باللغة التركية. ثم أشير إلى سعادة المرحوم المترجم، فأنشد قصيدة وهي بألفاظها الرائقة، ومعانيها الشائقة، قوله:

اليوم أسفر للعلوم نهار ... وبدت لشمس سمائها أنوار

وزهت فنون العلم وازدهرت به ... أفنانها وتناسقت أزهار

وغدت لأرباب المعارف دولة ... غراء صاحب ملكها أسكار

اسكار الثاني الذي اعترفت به الأقطار وارتفعت به الأقدار

ورعى حقوق العلم يعلي قدره ... فنما بهمته له مقدار

ودعا له الفضلاء دعوة ناصر ... للعلم فهو بهم له أنصار

<<  <   >  >>