ويقول ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى بهم فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلًا يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم.
[نبي الملحمة]
نبي الملحمة "قذيفة من حديد خير من ألف قذيفة من كلام ".
إن مئات المواعظ والخطب الرنانة لا تفعل فعل الشجاع الثابت الجأش، وهو ينقض على صفوف الأعداء يَقْدُم جنوده ليقودهم إلى النصر المؤزر، ذلكم هو موقف القائد الأول محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة حنين حين كانت ساعاتها الأولى لثقيف وهوازن التي سبقت إلى صعيد المعركة، واحتلت المضايق، وانبثوا في الشعاب والمواقع المنيعة، وبادروا في استقبال المسلمين بوابل من السهام، وكانوا رماة لا يخطئون.
فارتاعت الصفوف المتقدمة من المسلمين لهذه المفاجأة المتكاتفة فنكصت كما ذكر الله:{ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}[التوبة: ٢٥] وانحاز النبي القائد ذات اليمين مناديًا في الناس: «هلموا إليَّ أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله» ولنترك العباس - رضي