إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه، وانتهيتم إلى خير النتائج، وباركتكم المسيحية، ورضي عنكم الاستعمار؛ فاستمروا في أداء رسالتكم، فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الرب. انتهى.
يشير هذا الخبيث: إلى الحث على تشكيك المسلمين، وبقائهم حيارى، خصوصا النشء الجديد، وأنهم إن تعلموا، أو جمعوا مالا، أو تبوَّؤوا مركزا ما، ففي سبيل شهواتهم؛ ويكونون بعيدين عن معرفة خالقهم ومعبودهم، وإذا تم لهم ذلك أصبح النشء لا يهتم بأي عظيمة في دينه وأمته، وهذا مما يمهد الطريق إلى أغراض المستعمرين، لاستحلال الممالك الإسلامية. وقد قال زويمل أيضا في كتابه "العالم الإسلامي اليوم": يجب تبشير المسلمين بواسطة من أنفسهم ومن بين صفوفهم; لأن الشجرة يجب قطعها بأغصانها; وإن من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين، وأن هذه العلوم ستزاحم العلوم الإسلامية، وتضعفها من نفوسهم. انتهى.
إن غرض هذا القس وأمثاله، كسر هنري جونستون، والمستر بلس، وشاتليه، وأشباههم، الذين كتبوا في هذا المعنى، إنما غرضهم تربية العقول في عهد نشأتها طبق ما يريدون من إدخال العلوم الأوربية على العلوم