للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها دول المسيحية، للقيام بها في البلاد المحمدية، ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية؛ فإن في هذه هداية لهم وتكريما. وإن مهمتكم: أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله؛ وبالتالي لا صلة له تربطه بالأخلاق، التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا، طليعة الفتح الاستعماري، في الممالك الإسلامية؛ وهذا ما قمتم به من خلال الأعوام الماضية السالفة خير قيام؛ وهذا ما هنأتكم عليه وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعا كل التهنئة ... إلى أن قال: إنكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد، إنكم أعددتم نشءا في ديار المسلمين، لا يعرفون الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية. وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراده له الاستعمار المسيحي، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات؛ فإن تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>