للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجديد: يجب

أن تكون تربيته على العصبية الجنسية، وإحلال خيالها محل الوجدان الديني، وجعلها بدلا من الأخوة الإيمانية، في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [سورة الحجرات آية: ١٠] وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" ١، وقوله: "المؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا" ٢؛ تكون بدلا من هذه الأخوة الإسلامية: العصبية الجنسية والوطنية، وإن تباينت دياناتهم، ليحل مكان الوجدان الديني: العصبية الجنسية، ولجعلها في المثل الأعلى للأمة، والفخر برجالها المعروفين في التأريخ، وإن كانوا المفسدين المخربين، بدلا من الفخر برجال الإسلام مثل الخلفاء الراشدين وغيرهم من أبطال الإسلام الذين شهد لهم التأريخ بالفضل والدين، والشجاعة والبطولة والسياسة والحكمة.

وما زال أعداء الإسلام مجدين في هدمه، وتغيير عقائد أهله، كما قال "مسيو أتني الأمن الفرنسي": إن مقاومة الإسلام بالقوة، لا يزيده إلا انتشارا؛ فالواسطة الفعالة لهدمه، وتقويض بنيانه، هي: تربية بنيه في المدارس بإلقاء بذور الشك في نفوسهم، من عند النشأة،


١ البخاري: الأدب (٦٠١١) , ومسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٨٦) , وأحمد (٤/٢٧٠) .
٢ البخاري: الصلاة (٤٨١) , ومسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٨٥) , والترمذي: البر والصلة (١٩٢٨) , والنسائي: الزكاة (٢٥٦٠) , وأحمد (٤/٤٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>