إلى السيئة معترف بخطئه، وينتهك حرمة الحق بدون شك منه على أنه ارتكب جريمة. ونصيحة هذا وموعظته والتأثير عليه، أيسر وأبلغ من منحرف العقيدة، لأن مثل هذا يصير الحق باطلا والباطل حقا، فلا حيلة فيه. وصلاح الأمة وفلاحها ناتج عن صحة أعمالها، وصحة أعمالها ناتج عن صحة علومها؛ فمتى كانت التربية والتعليم جرت على السنن المستقيمة، آداب وأخلاق فاضلة، أنتجت رجالا ذوي نصح وأمانة، وخبرة ووفاء، وصدق وإخاء، واتحاد في الكلمة، وإذا كان بخلاف ذلك، خابت الآمال، وفسد الدين والدنيا، وأصبحوا في جهل وبلاء، وحالة سيئة؛ فبالعلوم النافعة الصحيحة يصلح كل شيء وينتظم كل أمر.
فيا أيها العلماء الأجلاء، والأساتذة الفضلاء، خذوا بأيدي هذه الناشئة، واهدوهم إلى محاسن الإسلام، وغرس محبته في قلوبهم، بشرح محاسنه وفضائله، وبيان ما امتاز به على غيره؛ فقد رسم أعداء الإسلام خططا، ووضعوا مناهج لصد بني الإسلام عن الإسلام، وإغرائهم بهذه المدنية الزائفة، التي معظمها شر وبلاء.
فقد ألفوا في ذلك المؤلفات العديدة، والرسائل الكثيرة، بأساليب مختلفة؛ فإنهم قالوا في تربية النشء