للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأشهد أن لا إله إلا الله، أرسل محمدا رحمة للعالمين، وأمره بمحق المزامير، والمعازف، والأوتار، صلى الله عليه وآله وصحبة، ومن تمسك بهديه في السر والعلانية، وسلم تسليما، وبعد:

فقد قابلتنا مجلة الرائد في عدديها ٦٧، ٦٨ بمقال للأستاذ أبي تراب الظاهري، عنوانه: الكتاب والسنة لم يحرما الغناء، ولا استعمال المعازف والمزامير، والاستماع لها.

فلما تأملته وجدت فيه أشياء مخالفة لما جاء به الشرع المطهر، في ذم الملاهي والأغاني، بالنغمات الموسيقية المهيجة للعواطف والفساد؛ ولا يسوغ لمن لديه مسكة من العلم الموروث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يشك في تحريم ذلك. ولقد قرر تحريمه علماء الإسلام المحققون، من أئمة المذاهب الأربعة، وفقهاء الحديث وغيرهم؛ بل حكى ابن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع بين الدف والشبابة، قال: ولم ينقل عن أحد ممن يعتد به، أنه أباح هذا السماع. انتهى.

وإذا أمعنت النظر، وسبرت أحوال من مضى، تبين لك ما جرت المعازف والأغاني المطربة على أربابها، من الشر والفساد، وما جنت على المجتمع من الضرر والكساد؛ فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>