حياته تنقلب من القوة إلى الضعف، والوهن، ومن الجد إلى اللعب والحزن، ومن النشاط إلى الكسل والبطالة.
فلا تزال الدولة في سفال، وتفكك في عناصرها المعنوية، حتى يتحلل النشاط العلمي والعملي، فيتدهور كيان الأمة صناعيا واقتصاديا، وأخلاقيا وأدبيا، فيكون أمرها فرطا؛ أو لم يكف هؤلاء المغرورين أن الغناء قرآن الشيطان، والمزامير صوته.
ولهذا جاء عن الصحابة: أن الغناء ينبت النفاق في القلب، وأنه بريد الزنى، ورقية الشيطان، ومزمور إبليس، ولو تتبعنا أقوال علماء الإسلام، في ذم الأغاني والملاهي، والنهي عن استماعها، والتحذير منها، وتعداد ما اشتملت عليه من المفاسد والأضرار، لطال الكلام جدا، وليس هذا من غرضنا في هذه العجالة.
إنما المقصود هنا: التنبيه على ما سنح لنا من أوهام الظاهري، والإشارة إلى تحريم المعازف، وسائر أنواع الملاهي والأغاني بالنغمات الرخيمة، إسماعا واستماعا، محبة ومدحا، دعاية وتحسينا، لأن الوسائل لها حكم الغايات.
والتجربة شاهدة بأن استعمال ذلك، واستماع أصوات القينات بالنشيد، داعية الفجور، ومعاقرة الخمور، موصلة إلى الهلاك؛ فلا يجوز لعاقل أن يتعاطى شيئا ضرره متحتم بمنفعة متوهمة، كتسلية وترويح عن النفس، فإن