للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكتب على قول الحافظ السيوطي: «وعلى رأي ابن عدي حسن» ما نصه (١): «لا ندري كيف استجاز المؤلف أن يقول هذا، وهو يعلم أن التليين تضعيف خفيف، كما ذكره في كتابه «تدريب الراوي» (٢) نقلا عن أهل الحديث، ويعلم أيضا أن الحسن يُشترط فيه ما يُشترط في الصحيح إلا الضبط، فإنه يكون في الحسن خفيفا وفي الصحيح تاما … ». الخ.

أقول: ولا أدري أيضا كيف استجاز السيد عبد الله أن يكتب هذا، وهو يعلم أن التليين المفسر بالتضعيف الخفيف عند أهل الحديث هو كون الراوي خفيف الضبط، الذي يعترف هو نفسه بعد ذلك بثلاث كلمات أنه هو الحسن. بدليل أننا لو قلنا له: ماذا تفهم من التضعيف الخفيف؟ لما أمكنه أن يجيب إلا بأن صاحبه خفيف الضبط. أما لو قال: قليل الضبط أو قليل الصدق لكان هو الضعيف الشديد. ولا أدري كيف سها عن قول العراقي في «الألفية» (٣) في تعريف الحسن:

وقيل ما ضعف قريب محتمل … (٤).

وعن قوله فيها أيضا (٥):

وقال الترمذي ما سلم … من الشذوذ مع راو ما اتهم

يكذب (٦)

فإن مفهومه أنّ مَن لم يتهم بكذب فحديثه حسن ولو وُصف ببعض الضعف، وحينئذ فالحافظ السيوطي لم يُخالف ما نصوا عليه في الحسن ولا ما ذكره هو في كتابه «تدريب الراوي» و لم يخرج عن ذلك أصلا.


(١) «إعلام الأريب» ص ٢٧ تعليقة رقم (١).
(٢) «تدريب الراوي» للسيوطي ١/ ٨٠٤.
(٣) «ألفية العراقي» ص ٩٨.
(٤) وعَجُزه: … فيه، وما بكل ذا حد حصل
(٥) «ألفية العراقي» ص ٩٧.
(٦) وتتمة صدر البيت: … و لم يكن فردا وَرَدْ.

<<  <   >  >>