للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الحلية (٤/ ٧١).).
وقال: إنَّ لله ثمانية عشر ألف عالَم، الدنيا منها عالمٌ واحد، وما العِمَارةُ في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في الصحراء (أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٧٠).).
وروى الطبراني عنه أنه قال: إذا أردتَ أن تعملَ بطاعةِ الله ﷿، فاجتهدْ في نُصحك وعملك لله، فإنَّ العملَ لا يقبلُ ممنْ ليس بناصح، والنُّصْحُ لله لا يكمُل إلا بطاعةِ الله، كمثَل الثمرة الطَّيِّبة، ريحُها وطعمُها، كذلك مثلُ طاعةِ الله، النُّصح ريحُها، والعمَل طعمُها. ثم زَيِّنْ طاعتَك بالحِلْم والعقل، والفِقْه والعمَل؛ ثم أكْبِرْ نفسَك عن أخلاق السفهاء، وعبيدِ الدنيا، وعبِّدْها على أخلاقِ الأنبياء والعلماء العاملين، وعَوِّدْها فعلَ الحكماء، وامنَعْها عمَلَ الأشقياء، وألزِمْها سيرةَ الأتقياء واعْزُبْها (في الحلية: "فاعزلها".) عن سُبلِ الخبثاء؛ وما كان لك من فَضْل فأعِنْ به مَنْ دونك، وما كان فيمن دونك من نَقْص فأعِنْهُ عليه حتى يبلغَه، فإن الحكيمَ من جَمَعَ فواضلَه، وعاد بها على منْ دونه. وينظُر في نقائصِ، دونَه فيقوِّيها، ويُرَجِّبُها حتى يبلغَه؛ إنْ كان فقيهًا حمَلَ منْ لا فقه له إذا رأى أنه يريدُ صحابته ومعونتَه، وإذا كان له مالٌ أعطى منه منْ لا مالَ له، وإذا كان مصلحًا استغفر للمذنب ورجا تَوْبته، وإذا كان محسنًا أحسنَ إلى منْ أساء إليه، واستوجبَ بذلك أجرَه؛ ولا يغترّ بالقول حتى يُحسن منه الفعل، فإذا أحسنَ الفعلَ نظرَ إلى فَضْلِ الله وإحسانِه إليه؛ ولا يتمنَّى الفعلَ حتى يفعله، فإذا بلغ من طاعةِ الله مبلغًا حَمِدَ الله على ما بلغَ منها فيها؛ ثم طلَبَ ما لم يبلغْ منها، وإذا ذكر خطيئةً سترَها عن الناس، واستغفر اللهَ الذي هو قادرٌ على أن يغفرَها، وإذا علم من الحكمة شيئًا لم تُشْبعْهُ، بل يطلبُ ما لم يبلغْ منها، ثم لا يستعين بشيءٍ من الكذب، فإنَّ الكذب كالأكَلَةِ في الجسد، تكادُ تأكلُه، أو كَالأكَلَةِ في الخشب، يُرى ظهرُها حسنًا، وجوفها نخِرٌ، تَغُرُّ من يراها حتى تنكسر على ما فيها، وتُهلك من اغترَّ بها؛ وكذلك الكذب في الحديث، لا يزالُ صاحبُه يغترُ به، يظنُّ أنَّهُ مُعينُه على حاجته، ورائدٌ له في رغتبه، حتى يعرفَ ذلك منه، ويتبين لذوي العقول غرورُه. فتستنبط الفقهاءُ ما كان يستخفي له عنه، فإذا اطلعوا على ذلك من أمره، وتبيَّن لهم كذَّبوا خبَرَه، وأباروا شهادتَه، واتهموا صِدْقَه، وحقروا شأنه، وأبغضوا مجلسَه، واستخفُّوا منه بسرائرِهِم. وكتموهُ حديثَهم، وصرفوا عنه أماناتِهم، وغيَّبوا عنه أمرَهم، وحَذِروه على دينهم ومعيشتِهم، ولم يحضروه شيئًا من محاضرهم، ولم يأمنوه على شيءٍ من سرِّهم، ولم يُحَكِّموه فيما شجر بينهم (أخرجه بطوله أبو نعيم في الحلية (٤/ ٣٦، ٣٧).).
وروى عبدُ المنعم بن إدريس عن أبيه، عن وَهْب، قال: قال لقمانُ لابنه: إنَّ مثلَ أهلِ الذكر والغفلة كمَثَل النُّور والظُّلمة.
وقال: قرأتُ في التوراة أربعةَ أسطرٍ متواليات: منْ قرأ كتابَ الله، فظن أنه لا يُغفر له فهو من المستهزئين بآيات الله؛ ومنْ شكا مصيبة نزلَتْ به، فإنما يشكو ربَّه ﷿ من أسفٍ على ما فاته من الدنيا، سخِطَ قضاءَ ربِّه ﷿، ومن تَضَعْضَع لِغَنِيٍّ ذهب ثلثُ (في شعب الإيمان: "ثلثا".) دينه (أخرجه الإمام أحمد في الزهد ص (٨٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٨)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/ ٢١٣) برقم (١٠٠٤٣).).
وقال وهب: قرأتُ في التوراة: أيُّما دارٍ بُنيت بقوةِ الضعفاء جُعلت عاقبتُها إلى الخراب؛ وأيُّما مالٍ جُمع من غيرِ حلِّه أسرع الفقر إلى أهله.
وقال عبد الله بن المبارك (في كتابه الزهد ص (١٠٨) برقم (٣١٨).): حدّثنا معمر عن محمد بن عمرو، قال: سمعتُ وَهْبَ بن مُنَبِّه يقول: وجدتُ في بعض الكتب؛ يقول الله تعالى: إذا أطاعني عبدي استجبتُ له من =

<<  <  ج: ص:  >  >>