للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعورِهم، بحلقِ مقَادِمِ (١) رؤُوسِهمْ، بأن يَجزُّوا نوَاصِيهمْ مقدارَ الربعِ منَ الرأسِ، ولا يجعلُونَه كعادةِ الأشرافِ (٢)، وأنْ لَا يفرِقُوا شعورُهم، بل تكونُ جُمةً (٣)، لأن التفريقَ من سُنَّةِ المسلمينَ (٤). ويمنعونَ من التكنِّي بكنَى المسلمينَ"؛ كـ"أبي القاسِمِ"، وبألقابِهم، كـ"فخرِ الدين" ونحوِه، ولا يُمنعونَ من التكنِّي بالكليةِ (٥). ويلزمُهم التمييزُ عنا في الركوبِ، بأن يركبُوا عَرضًا على الأُكُفّ (٦) -جمعُ إكافٍ وهو البَرْذَعَةُ (٧) -. ويلزمُهم أيضًا التمييزُ عنا (بِلُبْسِهِمْ) كثوبٍ عَسَلي ليهودِيٍّ، وفَاخِتِيٍّ -وهو ما يُضربُ إلى السوادِ (٨) - لنصرانيٍّ، وذلكَ في ثوبٍ واحدٍ، لا في جميعِ الثياب (٩)؛ لحصولِ المقصودِ بواحدٍ منهَا. والمرأةُ بالخفينِ مختلفَيِ اللونِ -كأبيضَ وأَحمرَ ونحوِهما-، إن خرجَتْ بخُفٍّ (١٠). ويلزمُهم التمييزُ في شدِّ خِرَقٍ زُرْقٍ أو


(١) المقادِم: جمع مُقْدِم. وهو رأس الإنسان، ويقال له: القادِم. والجمع: قوادِم، ومقَادِم، ومقادِيم. وأكثر ما يُتكلم به جمعًا. ومقدَّمة الرأس: ما استقبلك من الجبهة والجبين؛ لأنك تستقبلها حين تقدم عليه. ومنه: امتشطَتِ المرأةُ المقدِمَةَ. انظر: المخصص ١/ ٧١، مادة: (قدم)، لسان العرب ١٢/ ٤٦٥، تاج العروس ٣٣/ ٢٤١.
(٢) انظر: الهداية ١٥٢، الوجيز ١٦٧، معونة أولي النهى ٣/ ٧٧٢.
(٣) الجُمَّة: من جَمَّ الشيءُ واستجَمَّ: كثُر. والجُمَّةُ: ما طال من الشَّعرِ وترامى على المنكبين، ورَجُلٌ مُجَمَّمٌ: ذو جُمَّةٍ. ومنه قول عائشة: "حتى أوفى شعري جُمَيمَة" أي: كثُرَ. وهي تصغير الجُمَّة. انظر مادة: (جمم)، المحيط في اللغة ٦/ ٤١٩، النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٩٣، المعجم الوسيط ١/ ١٣٧.
(٤) انظر: المستوعب ٣/ ٢١٨، المقنع ١٤٨، المحرر ٢/ ١٨٥، شرح منتهى الإرادات ١/ ٦٦٣.
(٥) انظر: الكافي ٤/ ٣٥٩، الشرح الكبير ١٠/ ٦١٥، الإقناع ٢/ ١٣٥.
(٦) رجلاه إلى جنب، وظهره إلى جنب. انظر: الهداية ١٥٢، المغني ١٣/ ٢٤٧، المحرر ٢/ ١٨٥.
(٧) البراذع: هي حِلْس -كساء- يُجعل تحت الرَّحل على ظهر البعير، والجمع: براذع، ويقال: برادع -بالمهملة-، وفي عُرف زماننا: هي للحمار ما يُركب عليه، بمنزلة السَّرْج للفرس. انظر: تحرير ألفاظ التنبيه ٣٢٠، الإفصاح في فقه اللغة ٢/ ٧٠٥، ٧٦٧، المعجم الوسيط ١/ ٤٨.
(٨) الفاخت: من الفَخْت، وهو ضوء القمر أول ما يبدو، ويكون دائرًا بين الظلمة والضوء. انظر: المحكم، مادة: (فخت) ٥/ ٩٤، المخصص ٢/ ٣٧٧.
(٩) انظر: المستوعب ٣/ ٢١٧، الشرح الكبير ١٠/ ٦١٥، التنقيح المشبع ١٢١.
(١٠) انظر: الهداية ١٥٢، المحرر ٢/ ١٨٥، التوضيح ٢/ ٥٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>