للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولفرسِه (١). فإن كانَ الفرسُ لسيدِ العبدِ سهَمَ للفرس؛ لأن السهمَ لمالكِ الفرسِ (٢). والرَّضخُ هو: العطاءُ من الغنيمةِ دونَ السهمِ على ما يراهُ الإمامُ من التفضيلِ أو التسويةِ على قدرِ غَنَائِهم ونفعِهمْ (٣).

(وَيُقْسَمُ الخُمُسُ البَاقِي) على (خَمْسَةِ أَسْهُم: سَهْمٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ) (٤)؛ للآيةِ قولِه تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ﴾ (الأنفال: ٤١). وإنما لم تُقسَم على ستةِ أسهم؛ لأنَّ سهمَ اللهِ ورسولِه شيءٌ واحدٌ؛ لقولِه تعالى: ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾ (التوبة: ٦٢)، وأنَّ الجهةَ جهةُ مصلحةٍ وذكْرُ اسمِه تعالى؛ للتبرك؛ لأنَّ الدنيا والآخرةَ له. وكان النبيُّ يصنعُ بهذا السهمِ ما شاءَ (٥). ذكرُه في "المغني" (٦)، والشرح (٧). (يُصْرَفُ) الخمسُ منَ السهمِ المذكورِ - وهُو خمسُ الخمسِ- (مَصْرِفَ الْفَيْءِ) للمصالحِ (٨)؛ لقولِه : "لَيْسَ لِي مِنَ الفَيْءِ إِلَّا الخُمُسَ وَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ" رواه سعيد (٩). ولا يكونُ مردودًا علينا إلا


(١) ولا يبلغ بالرضْخِ للراجلِ سهمُ راجلٍ، ولا بالرضْخ للفارس سهم فارس. انظر: الإرشاد ٣٩٨، المغني ١٣/ ١٠١، المحرر ٢/ ١٧٧، الإقناع ٢/ ١٠١.
(٢) إن لم يكن مع سيده فرسان، وإلا فلا يسهم للفرس على ما تقدم. انظر: المستوعب ٣/ ١٨١، الفروع ١٠/ ٢٨٧، منتهى الإرادات ١/ ٢٢٨.
(٣) انظر: المغني ١٣/ ٩٩، معونة أولي النهى ٣/ ٦٩٢، غاية المنتهى ١/ ٤٦٣.
(٤) انظر: المحرر ٢/ ١٧٥، الفروع ١٠/ ٢٧٧، الروض المربع ٢/ ٩.
(٥) وقد كانَ يصرفُه في نوائبِه ومصالح المسلمينَ. وقد جاء عند مسلم عن عمر بنِ الخطاب قال: "كانَتْ أموالُ بَنِي النَّضِيرِ مما أفَاءَ الله علَى رسولِه، فكَانتْ لَهُ خاضَةً، وكان يُنفِقُ علَى أهلِه منها نفَقَةَ سنةٍ، ثمَّ يجعلُ ما بقِيَ في السِّلَاح والكُرَاعِ عُدَّة في سَبِيلِ الله". أخرجه في كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء (١٧٥٧) ٣/ ١٣٧٦. وفي رواية أبي داود قال عمر: "كَانتْ لرَسُولِ الله ثلاثُ صَفَايا: بنُوا النَّضِير، وخيبرُ، وفَدَك. فأما بنُوا النَّضِير فكانتْ حَبْسًا لنَوائبِه، وأما فدَكُ فكَانتْ حبسًا لأبناءِ السبيلِ، وأما خيبرُ فجزَّأَهَا رسولُ الله ثلاثَةَ أجزَاءٍ؛ جُزْءَينِ بينَ المسلِمِينَ، وجُزْءًا نفقةً لأهلِه، فما فضلَ عن نفقةِ أهلِه جعلَهُ بينَ فقَرَاءِ المهَاجِرينَ". أخرجه في كتاب الخراج والفيء والإمارة، باب في صفايا رسول الله من الأموال (٢٩٦٧) ٢/ ١٥٦.
(٦) انظره في: ٩/ ٢٩٠.
(٧) انظره في: ١٠/ ٤٩٦.
(٨) انظر: المستوعب ٣/ ١٧٨، الهداية ١٤١، الوجيز ١٦٠. وسيأتي الحديث في تفصيل مصرف الفيء.
(٩) يعني: ابنَ منصور في سننه، من حديث المطلب بن عبد الله، ولفظه: "أَيُّهَا النَّاسُ، وَالله مَا يَحِلُّ لِي مِنَ الفَيْءِ قَدْرَ هَذِهِ الوَبْرَةِ إِلا الخُمُسَ وَإِنَّ الخُمُسَ لَمرْدُود فِيْكُمْ، فَاتَقُوا الله، وَأَدُّوا الْخَيْطَ وَالمْخِيْطَ" (٢٧٥٦) ٢/ ٢٧٦. =

<<  <  ج: ص:  >  >>