كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

الإمامِ؛ يحرمُ القتلُ، ويخيرُ الإمامُ بينَ رِق، ومَنٍّ، وفداءٍ. صححه الموفقُ (١)، والشارحُ (٢)، وصاحبُ "البلغة" (٣)، وجزمَ به في "الكافي" (٤)، وقدَّمه في "الفروع" (٥). قال في "التنقيح": "وهو المذهبُ" (٦). ولا يفرَّقُ بنحوِ بيعٍ أو هبةٍ بينَ ذوِي رحمٍ محرَّمٍ، إلا بعتقٍ، أو بافتداءِ أسيرٍ مسلمٍ بكافر من ذوِي رحمٍ - فلا يحرمُ التفريقُ إذن لتخليصِ المسلمِ من الأسرِ -، أو ببيعٍ، ونحوِه فيما إذا ملكَ أختَين ونحوَهما، ووطِئَ أحدهما، وأرادَ وطءَ الأخرَى، جازَ له بيعُ الموطوءةِ، فيستبيحُ

(١) لم أجده للموفق تصحيحًا لهذا القول في المغني، بل ظاهر سياقه أنه ينصر القول بتعيين الرِّق. فإنه أجاب على دليل القول الآخر على عادته في الرد على المخالِف. وانظر المسألة فيه في: ١٣/ ٤٧. وقد قرر ذلك في موضع آخر في كلامه على أهل الحصن إذا أسلموا بعد الفتح فإنه قال: "عصَمُوا دماءهم دون أموالهم ويرقُّون" ١٣/ ١٨١. ولذلك لم ينقله عنه الزركشي في شرحه، وهو أحرص الناس على اختياراته. وهو أقرب من المتأخرين الذين حكَوا تصحيح الموفق لهذا القول. وكذا ابن مفلح في الفروع لم يذكره ١٠/ ٢٦٠. ويؤكد ذلك ما في المبدع؛ فإنه أشار إلى تصحيح الشارح، ولم يذكره عن الموفق. ٣/ ٣٢٨.
وقد حكى تصحيح الموفق لهذا القول: المرداوي في الإنصاف ٤/ ١٣٤، وابن النجار في شرح المنتهى ٣/ ٦٢٧، والحجاوي في الإقناع ٢/ ٧٥.
(٢) انظره في: ١٠/ ٤١٠.
(٣) نقله عنها: المردواي في تصحيح الفروع. الفروع (التصحيح) ١٠/ ٢٦٠، وشرح الإقناع ٣/ ٥٤.
وصاحب البلغة هو: أبو عبد الله، الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى الربعي (٥٤٦ - ٦٣١ هـ). سمع من: جده أبي الوقت، وأبي الفتوح الطائي، وأبي زرعة. وروى عنه: الدُّبيثي، والضياء، وأبو العباس الحجار الصالحي. درَّس بمدرسة الوزير أبي المظفر ابن هبجرة. وصنف "البلغة في الفقه"، وله نظم في اللغة والقراءات. انظر: المنهج الأحمد ٤/ ٢٠٤، تسهيل السابلة ٢/ ٧٩١، ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ١٨٨، وانظر في تحقيق اسم صاحب البلغة: مصطلحات الفقه الحنبلي ١٤٣، المدخل ٢٠٦.
(٤) انظره في: ٤/ ٢٧١.
والكافي هو: كتاب الشيخ الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي (ت ٦٢٠ هـ) يذكر فيه الفروع الفقهية، والأدلة والروايات متوسطًا في ذلك بين الإسهاب والاختصار. وقد عمل الحافظ محمد بن عبد الواحد المعروف بالضياء المقدسي على تخريج أحاديث الكافي. انظر: المدخل لابن بدران ٢٣١.
(٥) انظره في: ١٠/ ٢٦٠.
(٦) انظره في: ١١٤. وكذا قاله في: الإنصاف ٤/ ١٣٤.