للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِيْعَادَ: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ (النساء: ٦٤) وقدْ جِئْتُكَ مُستَغفِرًا منْ ذَنْبِي مُستَشْفِعًا بِكَ إِلى رَبِّي، فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُوجِبَ ليَ المغْفِرَةَ كَما أَوْجَبْتَهَا لِمَنْ أَتَاهُ فِي حيَاتِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا زِيَارَةً مقْبُولَةً، وَسَعْيًا مَشْكُورًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا مبرُورًا، تُدْخِلْنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَتُسْبغْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا أَوَّلَ الشَّافِعِينَ، وأنْجَحَ السَّائِلِينَ، وَأكْرَمَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، اللَّهَمَّ كَمَا آمَنَا بِهِ وَلَمْ نَرَهْ، وَصَدَّقْنَا بِهِ ولَمْ نَلْقَهْ فَأَدْخِلْنَا مُدْخَلَه، وَاحْشُرْنَا مُحشَرَهُ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضهُ، وَاسْقِنَا بِكَأْسِهِ مَشْرَبًا سَائِغًا هَنِيئًا لَا نَظْمَأُ بَعْدَهُ أبَدًا" (١). ثمَّ يتقدمُ علَى يمينِه قليلًا منْ موضعِ سلامِهِ قدرَ ذراعٍ فيُسلِّمُ علَى خلِيفةِ رسُولِ الله أبي بكرٍ الصديقِ - رضيَ الله تعَالَى عنه - فيقول: "السَّلَامُ عليكَ يا خلِيفَةَ رسُولِ الله، يا أبا بكرٍ الصديقِ" - رضي الله تعَالَى عنهُ -، ثم بعدَه يتقدمُ على يمينِه قليلًا قدرَ ذراعٍ أيضًا، فيسلِّمُ على عمرَ بن الخطابِ - رضيَ الله تعالَى عنه - فيقول: "السَّلَامُ عليكَ يا عمرَ الفاروق" (٢) إلى غير ذلك.

وقدْ بيَّنْتُ ما وردَ من أنواع السلامِ، وما وردَ من الأدعيةِ، وما وردَ في فضلِ الحجِّ، والطوافِ، والسعي، والحلقِ، والوقوفِ بعرفةَ وغيرِه، وما ورد في الحجرِ الأسودِ والركنِ [اليماني] وَالبيتِ الشرِيفِ، والمقامِ، وفضلِ صلاةِ الحرمِ، وتضاعُفِ الصلاةِ على اختلافِ الروايات، وفي تضاعفِ السيئاتِ على الخلافِ، والأدعيةِ، والتحفُّظِ عند النومِ، وفضلِ التلبيةِ، وغيرِ ذلك في كتابي "بُغْيَةُ المُتَتَبِّعِ فِي شَرْحِ مَتْنِ المنَاسِكِ رَوْضِ المُرْبع" (٣)، والمتن أيضًا للفقيرِ، ونقلتُ فيه من جملةِ كتبٍ من الكتبِ المعتمدَةِ المتعلقةِ بهذَا المقَامِ، وسلكتُ فيهِ أحسنَ نظَامٍ. فإنْ أردتَ الإحاطَةَ وقصدْتَ الإفادةَ، فعليكَ به.


= انظر: مجموع الفتاوى ١/ ١٤٠، ٢٠٢، المطلب الحميد في مقاصد التوحيد ٥٦.
(١) انظر: المغني ٥/ ٤٦٧، المستوعب ١/ ٦٠٦، معونة أولي النهى ٣/ ٤٨٥.
(٢) انظر: المغني ٥/ ٤٦٧، الإقناع ٢/ ٣٢، غاية المنتهى ١/ ٤١٨.
(٣) اسم المتن: "روض المربع". والشرح: "بغية المتتبع لحل ألفاظ روض المربع" وكلاهما للمؤلف، وهو أكبر كتب المناسك المشروحة في المذهب. وتقدم الحديث عنه في القسم الدراسي، في المبحث السادس من الفصل الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>