كتاب مسلك الراغب لشرح دليل الطالب

والعمرةُ إذا فعلَهما الصغيرُ والرقيقُ (عَنْ حَجَّةِ الاسْلَامِ، وَ) عن (عُمْرَتِه) أي: عمرةِ الإسلامِ (١).

(فَإِنْ) أسلمَ الكافرُ الحرُّ المكلفُ، أو أفاقَ المجنونُ المسلمُ الحرُّ، ثمَّ أحرمَا قبلَ الدفعِ منْ عرفةَ (٢)، أو بعدَه إن عادَا فوقَفَا في وقتِه (٣)، أو (بَلَغَ الصَّغِيْرُ) وهوَ حرٌّ مسلمٌ عاقلٌ، (أَوْ عَتَقَ الرَّقِيْقُ) وهوَ مكلفٌ في الحجِّ، سواءٌ كانَ (قَبْلَ الوُقُوْفِ) بعرفةَ، (أَوْ بَعْدَهُ)، فَـ (ـإِنْ عَادَ) قبلَ فوتِ وقتِه (فَوَقَفَ فِيْ وَقْتِهِ) أي: وقتِ الوقوفِ (أَجْزَأَهـ) ـم (عَنْ حَجَّةِ الإِسْلَامِ) (٤). ويلزمُ العودُ حيثُ أمكنَ (٥). ومن لمْ يعدْ لم يجزيْهِ (٦)، ويكونُ ما فعلَه تطوع (٧) لمْ ينقلبْ فرضًا (٨). قالَه الموفقُ (٩)، ومن تَبِعَه (١٠)، وقدَّمَه في "التنقيحِ" (١١)

(١) انظر: شرح الزركشي ١/ ٤٦١، المبدع ٣/ ٨٦، كشاف القناع ٣/ ٣٧٩.
(٢) عرفة: فسيح من الأرض، محاطة بقوس من الجبال، يكون وتره وادي عُرنة. وهو يحدُّ عرفة من شمالها إلى الجنوب الشرقي، وهي كلُّها خارج الحرم، تقع جنوب شرق مكة على بعد ١٣ كم، على يمين الداخل إلى مكة عن طريق الطائف - الهدا -، انظر: الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي ج ٣ ق ١/ ٢٩١، معالم مكة ١٨٢، حدود المشاعر المقدسة ١٠٤.
(٣) انظر: المستوعب ١/ ٥٠٩، الشرح الكبير ٣/ ١٦٣، معونة أولي النهى ٣/ ١٥٩.
(٤) انظر: الكافي ١/ ٣٧٨، الإنصاف ٣/ ٣٨٩، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥١٢.
(٥) يعني: أمكن العَودُ إلى عرفة حيث كان عَودُه له سينفعه في إسقاط الفرض، وقد تقدم ذكره. وهو مبني على أن الحج على الفور. انظر: المبدع ٣/ ٨٧، الإقناع ٢/ ٥٣٦، غاية المنتهى ١/ ٣٥١.
(٦) كذا في الأصل، ولعل الأشبه: (يُجزِه) بالجزم بأداة الجزم (لم) بحذف حرف العلة.
(٧) كذا في الأصل، ولعل الأشبه: (تطوعًا) بالنصب على أنه خبر كان.
(٨) انظر: الكافي ١/ ٣٧٨، الشرح الكبير ٣/ ١٦٣، شرح منتهى الإرادات ١/ ٥١٢.
(٩) انظره في: المغني ٥/ ٤٦.
والموفق: هو: أبو محمد، عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي، تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(١٠) كالشارح في الشرح ٣/ ١٦٣، والبرهان ابن مفلح في المبدع، ٣/ ٨٦، وابن النجار في شرح المنتهى انظر: معونة أولي النهى ٣/ ١٦٠.
(١١) انظره في: التنقيح المشبع ٩٦.
واسمه: "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" للقاضي علاء الدين المرداوي مصحح المذهب ومنقحه (ت ٨٨٥ هـ) اختصر فيه كتابه الإنصاف، بأن عمل على تصحيح الأحكام، من حيث الإطلاق، والتقييد، والتوضيح، والتنبيه على ما ليس من المذهب، وتحرير الروايات، وجعلها على الراجح من المذهب. وهو مطبوع. انظر: المدخل المفصل ٢/ ٧٣١.