للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولأن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه (١) لما ولي الخلافة، أراد أن يجمع ما في مسجد دمشق مما مُوِّه به من الذهب، فقيل له: إنه لا يجتمع منه شيء، فتركه (٢).

(ويباح) من التحلي (للذكر من الفضة) لا من الذهب (الخاتم، ولو) كان (زا) ئدًا) (على مثقال (٣) لأن "النبي اتخذ خاتمًا من ورِق" متفق عليه (٤). والورِق: بكسر الراء: الفضة (٥). وقيل: يستحب، قدمه في "الرعاية" (٦).

وله جعل فصِّ الخاتم فضة، أو من غيره (٧). قال في "الإقناع": "ولو من ذهب إن كان يسيرًا" (٨). فيباح وإن لم يُقَل بإباحة يسير الذهب، وذلك في اختيارات أبي بكر عبد العزيز، والمجد، والشيخ تقي الدين، وهو ظاهر كلام أحمد في العَلَم، وإليه مال ابن رجب (٩). ذكره في "الإنصاف"، وقال: "وهو


(١) هو: الإمام، العادل، الزاهد، أمير المؤمنين، أبو حفص، عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي الأموي ، ولد سنة إحدى وستين. وكان ثقة، مأمونًا، له فقه، وعلم، وورع، وروى حديثًا كثيرًا. توفي سنة إحدى ومائة، وله أربعون سنة، وخلافته سنتين وستة أشهر وأيام. ينظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ١١٤، شذرات الذهب ١/ ١١٩.
(٢) ينظر: تاريخ دمشق ٢/ ٢٧٦.
(٣) ينظر: الفروع ٤/ ١٤٩، الإنصاف ٧/ ٣٥، شرح المنتهى ٢/ ٢٦٧.
(٤) هو من حديث ابن عمر . صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب نقش الخاتم، رقم (٥٥٣٥)، ٥/ ٢٢٠٤، ومسلم، كتاب اللباس، رقم (٢٠٩١)، ٣/ ١٦٥٦.
(٥) وقد تسكن الراء. وقد تفتح. ينظر: النهاية في غريب الحديث ٥/ ١٧٤، تاج العروس ٢٦/ ٤٥٨، مادة: (ورق).
(٦) ينظر: الرعاية الصغرى ١/ ١٢٠. وقال في ١/ ١٧٢: "ويباح له خاتم فضة". ومثله في الحاوي ١/ ٤٢٢، و ٢/ ٥١٦. قال في الإنصاف ٧/ ٣٧: "تنبيه: قدَّم في الرعاية الكبرى، وجزم به في الرعاية الصغرى، والحاويين، في باب اللباس، استحباب التختم بخاتم الفضة، وجزموا في باب الحلي بإباحته، وظاهره التناقض، أو يكون مرادهم في باب الحلي، إخراج الخاتم من التحريم، لا أن مرادهم لا يستحب، وهذا أولى".
(٧) ينظر: المبدع ٢/ ٣٧٢، الإقناع ١/ ٤٤٠.
(٨) الإقناع ١/ ٤٤٠. وجزم به في غاية المنتهى ١/ ٣١٨.
(٩) هو: العلامة، الحافظ، شيخ الحنابلة، زين الدين، أبو الفرج، عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي، ثم الدمشقي ، ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ومصنفاته مفيدة، منها: "فتح الباري في شرح البخاري"، و"القواعد الفقهية"، و"ذيل طبقات الحنابلة"، ومن مشايخه شمس الدين ابن القيم، ومن تلاميذه علاء الدين ابن اللحام. توفي سنة خمس وتسعين =

<<  <  ج: ص:  >  >>