للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن سلم الغائب برسالة، أو كتابة، وجبت الإجابة عند البلاغ، ويستحب أن يسلم على الرسول؛ فيقول: "عليك، وعليه السلام" (١)؛ للخبر (٢). ويجب على من تحمل سلامًا، تبليغه للمسلم عليه إن تحمله، وإلا، فلا (٣).

ويستحب لكل من المتلاقيين، أن يحرص على الابتداء بالسلام، فإن بدأ كلّ منهما صاحبه معًا، فعلى كلّ منهما الإجابة (٤).

ولا بأس بالمعانقة، ولا بأس بتقبيل الرأس (٥).

وإذا تثاءب، كظم ندبًا، فإن غلبه، غطى فمه بيده، أو كمه، أو غيره (٦).

وإذا عطس، غطى وجهه بثوب أو يد؛ لئلا يتأذى من عنده ببصاقه، وخفَض صوته؛ للخبر (٧)، وحمد الله تعالى جهرًا، بحيث يسمع جليسه (٨). روى البخاري: "إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب" (٩)؛ لأن العطاس يدلُّ على خفة بدن ونشاط، والتثاؤب غالبًا؛ لثقل البدن وامتلائه واسترخائه، فيميل إلى الكسل.


(١) ينظر: الآداب الشرعية ١/ ٣٧٥، الإقناع ١/ ٣٨٠، غاية المنتهى ١/ ٢٨٨.
(٢) عن غالب القطان، عن رجل من بني نمير، عن أبيه، عن جده "أنه أتى النبي "، فقال: إن أبي يقرأ عليك السلام، فقال النبي : عليك، وعلى أبيك السلام! رواه أبو داود، في كتاب الأدب، باب في الرجل يقول فلان يقرئك السلام، ٥٢٣١، ٤/ ٣٥٨، وأحمد - واللفظ له - ٥/ ٣٦٦، وقال النووي في المجموع ٤/ ٥٩٤: "إسناده ضعيف، لكن أحاديث الفضائل يعمل فيها بالضعيف"، وقال الألباني في ضعيف أبي داود "الأم"، رقم (٥١٠): "إسناده ضعيف؛ لجهالة الرجل، وأبيه، وجده".
(٣) ينظر: الآداب الشرعية ١/ ٣٧٦، الإقناع ١/ ٣٨١، غاية المنتهى ١/ ٢٨٨.
(٤) ينظر: الآداب الشرعية ١/ ٣٨٦، الإقناع ١/ ٣٨١، غاية المنتهى ١/ ٢٨٨.
(٥) تقدم هذا قريبًا ص ٤٩٠ بأوسع مما هنا.
(٦) ينظر: غاية المطلب ص ٧٨٥، الإقناع ١/ ٣٨١، مختصر الإفادات ص ٣٥٤.
(٧) عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله إذا عطس وضع يده، أو ثوبه على فيه، وخفض، أو غض بها صوته" رواه أبو داود، في كتاب الأدب، باب في العطاس، رقم (٥٠٢٩)، ٤/ ٣٠٧، والترمذي، في كتاب الأدب، باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس، رقم (٢٧٤٥)، ٥/ ٨٦، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وأحمد ٢/ ٤٣٩، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (٤٧٥٥).
(٨) ينظر: مختصر ابن تميم ٣/ ١٥٠، الإقناع ١/ ٣٨٢، غاية المنتهى ١/ ٢٨٩.
(٩) هو من حديث أبي هريرة . صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب ما يستحب من العطاس، وما يكره من التثاؤب، رقم (٥٨٦٩)، ٥/ ٢٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>