للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبي ومرسل. والآل على الصحيح من المذهب: الأتباع على الدين (١). وقيل: مؤمنو بني هاشم، وبني المطلب، وبني عبد مناف (٢). وقيل: أهله (٣).

(وصحبه أجمعين) أي: صحب كل. والصحب: اسم جمع. والصحابي هو: من اجتمع بالنبي مؤمنًا، ومات على ذلك، أو رآه بعد البعثة (٤). وعطفه على الآل من عطف الخاص على العام. والجمع بينهما ردًا (٥) على الشيعة؛ لكونهم يوالون الآل في ون الصحب. وقدم الآل؛ لما ورد من قوله في حديث كعب (٦): "نصلي عليك" (٧)، كما يأتي الحديث في كتاب الصلاة، في أحكام التشهد الأخير (٨).

(وبعد) كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر استحبابًا في الخطب والمكاتبات (٩)؛ لفعله في خطبه، وشبهها (١٠). وهي ظرف زمان، وقد


(١) ينظر: الإنصاف ٣/ ٥٤٨.
(٢) هذا القول خاص بآل نبينا ، والماتن قال: "وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى آل كل".
(٣) ينظر: المبدع ١/ ٤٦٧، فتح الملك العزيز ١/ ٩٩.
(٤) ينظر: الإصابة ١/ ٦، فتح المغيث ٣/ ٩٣، شرح الكوكب المنير ٢/ ٤٦٥. وقول الشارح هنا: "أو رآه بعد البعثة" عطف على من اجتمع بالنبي ، فلا بد من الإيمان به في كلا الحالين.
(٥) كذا في الأصل. والصواب الرفع.
(٦) هو: أبو محمد، كعب بن عجرة بن أمية البلوي، شهد عمرة الحديبية، ونزلت فيه قصة الفدية. مات بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وله خمس وسبعون سنة. ينظر: أسد الغابة ٤/ ٥٠٧، الإصابة ٥/ ٥٩٩.
(٧) ونصه: قال كعب : "إن النبي خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللَّهُمَّ صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بارك على محمد، وعلى أل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" متفق عليه. صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب الصلاة على النبي ، رقم (٥٩٩٦)، ٥/ ٢٣٣٨، ومسلم، كتاب الصلاة، رقم (٤٠٦)، ١/ ٣٠٥.
(٨) ص ٢٩٨. ولم يذكر الحديث، وإنما قال: لحديث كعب بن عجرة.
(٩) ينظر: فتح الملك العزيز ١/ ١١٠، شرح المنتهى ١/ ١٠.
(١٠) لكن لفظ النبي "أما بعد".
أما في الخطب: فقد أخرج البخاري - في كتاب الجمعة، باب من قال في الخطبة بعد الثناء =

<<  <  ج: ص:  >  >>