للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضمّ الكاف مع التّنوين أيضا وهي لغة واضحة إذ يقلبها كسابقتها، وافقهم الأعمش، والأكل: الثمر المأكول والخمط شجر الأراك قاله ابن عباس، أو كلّ شجر مرّ قاله الزجاج (١)، والأثل الطرفاء.

واختلف في ﴿وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ﴾ (٢) فنافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر، وكذا أبو جعفر «يجازى» بالياء المضمومة وفتح الزّاي أسندوا الفعل إلى ضمير الرب - تعالى - في قوله ﴿رِزْقِ رَبِّكُمْ﴾، أي: وهل يجازي ربكم، ثمّ حذف الفاعل للعلم به وبناه للمفعول ففتح عينه على قياس مثله، ورفع ﴿الْكَفُورَ﴾ لقيامه مقام الفاعل، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وأمالها بين اللفظين ورش من طريق الأزرق بخلف، وبه قرأ نافع من (العنوان) (٣)، وقرأ حفص وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بنون العظمة وكسر الزّاي أسندوه إلى المتكلم، أي: نجازي نحن، وكسرت عينه على قياسه، ﴿إِلاَّ الْكَفُورَ﴾ بالنّصب مفعول به، ولم يملها منهم أحد، وأدغم الكسائي لام «هل» في النّون والمعنى: وهل نجازي بذلك العقاب إلاّ الكفور، أي: المبالغ في الكفر يجازى بمثل كفره قدرا بقدر، وأمّا/المؤمن فيجازى بكل الطاعات فقط إذ الحسنات يذهبن السيئات، أو ببعض السيئات الصغائر.

وأمال ﴿الْقُرَى الَّتِي﴾ (٤) السّوسي بخلف عنه في الوصل، والباقون بالفتح، وبه قرأ السّوسي في وجهه الثّاني، وأمالها في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش واليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأزرق ونافع من (العنوان) (٥) بين اللفظين، والباقون بالفتح، وكذلك الخلف في ﴿قُرىً ظاهِرَةً﴾ وقفا.


(١) معاني القرآن للزجاج ٤/ ٢٤٩.
(٢) سبأ: ١٧، النشر ٢/ ٣٥١، المبهج ٢/ ٧٧٠، مصطلح الإشارات: ٤٣٣، إيضاح الرموز: ٦٠٣، كنز المعاني ٥/ ٢١٧٤، البحر المحيط ٨ /، ٥٣٦، الدر المصون ٩/ ١٧٤.
(٣) العنوان: ٦٠.
(٤) سبأ: ١٨، النشر ٢/ ٧٥.
(٥) العنوان: ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>