للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الجن، ويحتمل أن يكون من «تبين» بمعنى «بان»، أي: ظهر ف «الجن» فاعل، و «أنّ» وما بعدها بدل من «الجن»، والمعنى: ظهر للناس جهل الجن علم الغيب، وأنّ ما ادّعوه من ذلك ليس بصحيح، ويحتمل أن يكون من تبين بمعنى: علم وأدرك.

وقرأ «لسبإ» (١) بفتح الهمزة من غير تنوين البزّي وأبو عمرو وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ قنبل بسكون الهمزة، وقرأ الباقون بالكسر والتّنوين، وتقدّم ذكره في «النمل».

واختلف في ﴿مَسْكَنِهِمْ﴾ (٢) فحفص وحمزة بسكون السّين وفتح الكاف من غير ألف على الإفراد، قال في (البحر): فينبغي أن يحمل على المصدر، أي: في سكناهم حتى لا يكون مفردا يراد به الجمع؛ لأنّ سيبويه (٣) يرى ذلك ضرورة نحو (٤):

كلوا في بعض بطنكم تعفّوا ....

يريد بطونكم، وقوله (٥):


(١) سبأ: ١٥، النشر ٢/ ٣٥١، المبهج ٢/ ٧٦٩، مفردة ابن محيصن: ٣١٢، مصطلح الإشارات: ٤٣٢، إيضاح الرموز: ٦٠٣، سورة النمل: ٢٢، ٦/ ٤١٥.
(٢) سبأ: ١٥، النشر ٢/ ٣٥١، المبهج ٢/ ٧٦٩، مصطلح الإشارات: ٤٣٢، إيضاح الرموز: ٦٠٣، البحر المحيط ٨/ ٥٣٤، الدر المصون ١٢/ ٨٠.
(٣) الكتاب ١/ ٢١٠.
(٤) البيت من الوافر، لا يعرف قائله، تمامه:
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا … فإنّ زمانكم زمن خميص
والشاهد فيه: استعمال بطن بمعنى الجمع، أي بعض بطونكم.
خزانة الأدب ٧/ ٥٥٩، الكتاب ١/ ١٠٨، همع الهوامع ١/ ١٩٥، شرح المفصل ٦/ ٢٢، شرح الشواهد ٢/ ٣٥، المعجم المفصل ٤/ ١٢٥.
(٥) البيت من البسيط، وهو لجرير، وتمام البيت كما في ديوانه: ٢٥٢:
تدعوك تيم وتيم في قرى سبإ … قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
وروي كما في الدر المصون ١١/ ٢٥٧:
الواردون وتيم في ذرا سبإ … قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
-

<<  <  ج: ص:  >  >>