للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شجرهم الدوم وهو المقل، وليكة اسم بلدهم، وقال في (البحر): "فأمّا قراءة الفتح فقال أبو عبيد: وجدنا في بعض التفاسير أنّ ليكة اسم للقرية، والأيكة البلاد كلّها ك «مكة وبكة»، ورأيتها في مصحف الإمام عثمان في «الحجر» و «ق» ﴿الْأَيْكَةِ﴾ وفي «الشعراء» و «ص» لئيكة واجتمعت مصاحف الأمصار كلّها بعد على ذلك ولم تختلف" انتهى، وقد طعن في هذه القراءة المبرد وابن قتيبة والزجاج وأبو علي الفارسي والنحاس وتبعهم الزّمخشري (١) ووهموا القراءة وقالوا: حملهم على ذلك كون الكاتب الذي كتب المصحف كتب في هذين الموضعين على اللفظ فيمن نقل حركة الهمز إلى اللاّم وإسقاط الهمزة فتوهم أنّ اللاّم من بنية الكلمة ففتح التّاء، وكان الصّواب أن تجر ثمّ مادة: «ل ى ك» لم يوجد منها تركيب فهي مادة مهملة كما أهملوا مادة «خ د ج» منقوطات وهذه نزعة/اعتزالية يعتقدون أنّ بعض القراءة بالرأي لا بالرواية، وهذه قراءة متواترة لا يمكن الطعن فيها ويقرب انكاره من الردة والعياذ بالله، أمّا نافع فقرأ على سبعين من التابعين وهم عرب فصحاء ثمّ هي قراءة أهل المدينة قاطبة، وأمّا ابن كثير فقرأ على سادة التابعين ممن كان بمكة كمجاهد وغيره وقد قرأ عليه إمام البصرة أبو عمرو بن العلاء، وسأله بعض العلماء أقرأت على ابن كثير قال: نعم، ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم من مجاهد باللغة قال أبو عمرو: ولم يكن بين القراءتين كبير يعني خلافا، وأمّا ابن عامر فهو إمام أهل الشام وهو عربي قح قد سبق اللحن أخذ عن عثمان، وعن أبي الدرداء وغيرهما فهذه أمصار ثلاثة اجتمعت على هذه القراءة الحرمان مكة والمدينة والشام، وأمّا كون هذه المادة مفقودة في لسان العرب فإن صحّ ذلك كانت الكلمة أعجمية ومواد كلام العجم مخالفة في كثير من مواد كلام العرب فيكون قد اجتمع على منع صرفها العلمية والعجمة والتأنيث انتهى، ولا ريب أنّ من حفظ حجة على من لم يحفظ، والتواتر قطعي فلا يعارض بالظن، وخرج بقيد هنا و «ص» «الحجر»


(١) معاني القرآن ٤/ ٩٨، الحجة ٥/ ٣٨٦، إعراب القرآن ٣/ ١٩٠، الكشاف ٣/ ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>