للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ (١) فنافع وكذا أبو جعفر بالياء من تحت فيهما إسنادا للفعل إلى يوسف، وكسر عين «نرتع» من غير ياء على أنّه جزم بحذف حرف العلة وجعله مأخوذا من «ارتعي» «افتعل» من الرّعي؛ ك «يرتمي» من «الرمي»، والفعلان مجزومان على جواب الشرط المقدر، وقرأ البزّي بالنّون فيهما إسنادا للفعل إلى الجميع، ويحتمل أنّهم لم يكونوا يومئذ أنبياء (٢)، أو على طريق الاستباق والانتضال للاستعانة بذلك في قتال الأعداء لا/للهو، ويؤيده ﴿إِنّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ﴾ فسمي لعبا لأنّه في صورته، وقال الجعبري: أو معناه التشاغل على حدّ قوله لجابر: "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك" (٣)، وكسر العين من غير ياء أيضا، وقرأ قنبل كذلك إلاّ أنّه أثبت الياء من طريق ابن شنبوذ وصلا ووقفا على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة المقدرة على حرف العلة، وأصله من: «رعى» من الرعي، فوزنه «نفتعل» «نرتعي» فاستثقلت الضّمّة على الياء ثمّ حذفت للجزم، وهي رواية أبي ربيعة وابن الصّبّاح واليزيدي وابن نظيف وغيرهم عنه، وحذفها من طريق ابن مجاهد وصلا ووقفا [وهو رواية العباس بن الفضل وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن محمد اليقطيني والوجهان في الشاطبية كأصلها لكن طريقهما عن قنبل إنما هي طريق ابن مجاهد فذكر الإثبات في (التيسير) مما خرج فيه من طرقه وتبعه الشاطبي وليس ذلك من طريقهما] (٤)، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنّون فيهما وسكون العين على الجزم بحذف الحركة، وقد تجرأ بعض النّاس وردها، وقال ابن عطية: هي قراءة لا تجوز إلاّ في الشعر، وقيل: هي لغة من يجزم بالحركة المقدرة، وأنشد (٥):


(١) يوسف: ١٢، النشر ٢/ ٢٩٤، المبهج ٢/ ٦٤٣، مفردة ابن محيصن: ٢٥٢، مفردة الحسن: ٣٢٨، إيضاح الرموز: ٤٥٦، مصطلح الإشارات: ٢٩٦، الدر المصون ٨/ ٣٩٨، البحر المحيط ٥/ ٢٣٠، كنز المعاني ٤/ ١٧٧٣، المحرر الوجيز ٣/ ٢٣٦.
(٢) الحجة ٤/ ٤٠٦.
(٣) الحديث متفق عليه، البخاري ٥/ ٢٠٠٩ (٤٩٤٩)، صحيح مسلم ٢/ ١٠٩٠ (١٤٦٦).
(٤) ما بين المعقوفين ليس في الأصل.
(٥) البيت من الوافر، قائله: قيس بن زهير والبيت: -

<<  <  ج: ص:  >  >>