للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزرق، لكن ظاهر عبارة (العنوان) تقتضي فتح ﴿وَمُرْساها﴾ لورش (١)، قال في (النّشر): "والصواب إدخاله في الضابط فتمال له بين بين بلا نظر" (٢)، وقرأ حفص بفتح ميم ﴿مَجْراها﴾ مع الإمالة وضم ميم ﴿وَمُرْساها﴾ من غير إمالة، ولم يمل حفص في القرآن غير ﴿مَجْراها،﴾ وقرأ أبو عمرو بضمّ الميمين وإمالة الأولى وفتح الثّانية، وافقه اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الميم في الأولى وضمها في الثّانية مع الإمالة فيهما، وافقهم الشّنبوذي عن الأعمش، وعن المطّوّعي عنه فتح الميمين مع الإمالة فيهما فالفتح فيهما لأنّهما من: «جرت» - الثلاثي - و «رست»، والضمّ لأنّهما من: «أجرى» و «أرسى» الرباعي، وعن الحسن «مجريها» و «مرسيها» بياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الرّاء السّين أسماء فاعلين من: «أجرى» و «أرسى»، وتخريجهما على أنّهما بدلان من اسم الله - تعالى -.

واختلف في ﴿يا بُنَيَّ﴾ (٣) هنا و «يوسف» وفي «لقمان» ثلاثة مواضع وفي الصافات فحفص بفتح الياء في السّتّة على أنّ أبناء أصله «بنو» تصغر على «بنيو» فاجتمعت ياء التصغير والواو التي هي لام الكلمة فقلبت ياء وأدغمت فيها على حدّ «هيّن» ثمّ لحقها ياء الإضافة فاستثقل اجتماعها مع الكسرة فقلبت ألفا ثمّ حذفت الألف تخفيفا اجتزاء عنها بالفتحة، وقيل: بل حذفت الألف لالتقاء السّاكنين لأنّه وقع بعدها راء ﴿اِرْكَبْ﴾ قال في (الدر): "وهذا تعليل فاسد جدا، بدليل سقوطها في سورة «لقمان» في ثلاثة مواضع حيث لا ساكنان، وكأنّ هذا المعلّل لم يعلم بقراءته في غير هذه السّورة، وقد نقل ذلك أبو البقاء ولم ينكره وكذلك الزّمخشري" (٤) انتهى، وقرأ


(١) قال في تحفة الإخوان: ١٦٨: "قال ابن الجزري:" وفتح ورش ﴿وَمُرْساها﴾ كقالون، هذا ظاهر عبارته في هود، ولكن نصه في باب الإمالة يقتضي بين بين لنافع، وبه قرأ ".
(٢) النشر ٢/ ٥١، والنص بتصرف.
(٣) هود: ٤٢، يوسف: ٥، لقمان: ١٣، ١٦، ١٧، الصافات: ١٠٢، المبهج ٢/ ٦٣٣، إيضاح الرموز: ٤٤٣، مصطلح الإشارات: ٢٨٨، الدر المصون ٨/ ٢٩٦، النجوم الزاهرة ٢/ ٨٢٧.
(٤) الدر المصون ٦/ ٣٣١، الإملاء ٢/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>