للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «لا» في قوله تعالى ﴿لا تَخافُ دَرَكاً﴾ في «طه» (١) أنّه بفتح الرّاء إلاّ ما روي من سكونه عن أبي حيوة، والقراءة سنّة متّبعة.

ووقف يعقوب على «فسوف يؤت الله» (٢) بالياء نظرا إلى الأصل لأنّه مضارع مرفوع فحق يائه أن تثبت لفظا وخطا، إلاّ أنّها حذفت لفظا في الوصل لالتقاء السّاكنين فجاء رسم المصحف تابعا للفظ، وبقية القرّاء يقفون عليه ونظائره دون ياء إتباعا للخط الكريم، قال أبو عمرو: "ينبغي أن لا يوقف عليها لأنّه إن وقف عليها كما في الرسم دون ياء خالف النّحويين، وإن وقف بالياء خالف المصحف" انتهى. قال في (الدر): "لا بأس بما قال؛ لأنّ الوقف ليس ضروريا، فإن اضطر إليه واقف لقطع نفس فينبغي أن يتابع الرّسم، لأنّ الأطراف قد كثر حذفها، وممّا يشبه هذا الموضع قوله - تعالى - ﴿وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ﴾ فإنّه رسم «تق» بقاف دون هاء سكت، وعند النّحويين أنّه إذا حذف في الفعل شيء حتى لم يبق منه إلاّ حرف واحد ووقف عليه وجب الإتيان بهاء السّكت في آخره جبرا له نحو «قه»، و «لم يقه» و «عه»، و «لم يعه»، ولم يعتدّ بحرف المضارعة لزيادته على بنية الكلمة، وإذا تقرّر هذا فينبغي أن لا يوقف عليه لأنّه إن وقف بغير هاء سكت خالف الصناعة النّحوية، وإن وقف بهاء خالف رسم المصحف" (٣).

وعن الحسن «من ظلم» (٤) ببنائه للفاعل وهو استثناء منقطع فهو في محل نصب على أصل الاستثناء المنقطع، واختلف في تقدير هذا الاستثناء، وحاصل ذلك: إمّا أن يكون راجعا إلى الجملة الأولى كأنّه قيل: لا يحب الله الجهر بالسوء،


(١) طه: ٧٧.
(٢) النساء: ١٤٦، النشر ٢/ ٢٥٤، إيضاح الرموز: ٣٥٣، مصطلح الإشارات: ٢١١، المبهج ٢/ ٥٥٣.
(٣) الدر المصون ٤/ ١٣٣.
(٤) النساء: ١٤٨، مفردة الحسن: ٢٦٣، إيضاح الرموز: ٣٥٣، مصطلح الإشارات: ٢١١، الدر المصون ٤/ ١٣٥، البحر ٣/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>