للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّابع: ما يتغير بإبدال كلمة بكلمة ترادفها مثل: ﴿كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ (١) في قراءة ابن مسعود، وسعيد بن جبير «كالصوف المنفوش»، انتهى ما قاله ابن قتيبة فيما نقله عنه الحافظ أبو الفضل العسقلاني (٢).

ونقله عنه أيضا في (النشر) بنحوه لكنه/قال:" الرّابع: أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها ومعناها نحو: «طلع نضيد» في موضع: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ (٣) في آخر " (٤).

ثمّ قال:" وهو وجه حسن إلاّ أنّ تمثيله ب «طلع نضيد»، و ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ لا تعلّق له باختلاف القراءات، ولو مثّل عوض ذلك بقوله ﴿بِضَنِينٍ﴾ (٥) بالضاد، و «بظنين» بالظّاء، و ﴿أَشَدَّ مِنْكُمْ﴾ (٦) و ﴿أَشَدَّ مِنْهُمْ﴾ لاستقام وطلع بدر حسنه في تمام، على أنّه قد فاته كما فات غيره أكثر أصول القراءات كالإدغام، والإظهار، والإخفاء، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، وبعض أحكام الهمزة، وكذلك الرّوم والإشمام على اختلاف أنواعه " (٧) اه.

وقال أبو الفضل الرازي (٨):" الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف:

الأوّل: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع، أو تذكير وتأنيث.


(١) القارعة: ٥.
(٢) تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة: ٢٨، ٢٩. بتصرف كبير، واختلاف في الأمثلة، وانظر: فتح الباري، ابن حجر ٩/ ٢٠٠ شرح حديث (٤٦٠٨)، والعبارة بها تقديم وتأخير.
(٣) الواقعة: ٢٩.
(٤) النشر ١/ ٣٩
(٥) التكوير: ٢٤.
(٦) التوبة: ٦٩.
(٧) النشر ١/ ٢٧، ٢٨.
(٨) عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، المكي المولد، ولد سنة ٣٧١ هـ، ثقة ورع كبير القدر في القراءات، قرأ على المجاهدي، أخد عنه ابن الخطيب، ومحمد الدقاق وغيرهم، مؤلف كتاب (جامع الوقوف) توفي سنة ٤٥٤ هـ، انظر: الغاية ١/ ٣٦١، المعرفة ١/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>