للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما كان ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ﴾ فبمكة" (١).

ويقال: إنّ مصحف علي كان على ترتيب النّزول أوّله: اقرأ، ثمّ المدثر، ثمّ نون والقلم، ثمّ المزمل، ثمّ تبت، ثمّ التكوير، ثمّ سبح، وهكذا إلى آخر المكّي، ثمّ المدني: وأوّل سورة أعلن بهاسورة والنجم (٢).

وأمّا ترتيب المصحف على ما هو عليه الآن فقال القاضي أبو بكر ابن الباقلاني:

"يحتمل أن يكون النّبيّ هو الذي أمر بترتيبه هكذا، ويحتمل أن يكون من اجتهاد الصحابة، ورجّح الأوّل بأنّه كان يعارض به جبريل في كلّ سنة، فالذي يظهر أنّه عارضه به هكذا على هذا الترتيب، وبهذا جزم ابن الأنباري، وفيه نظر، بل الذي يظهر أنّه كان يعارضه به على ترتيب النزول، نعم ترتيب بعض السور على بعض أو معظمها لا يمتنع أن يكون توقيفيا" (٣).

وقد روى الإمام أحمد، وابن أبي داود (٤)، والطّبري من طريق عبيدة بن عمرو السلماني (٥): "أنّ الذي جمع عليه عثمان الناس موافق للعرضة الأخيرة"، ومن طريق


= - النبي ولم يلقه، وأخذ عنه يحيى بن وثاب وغيره، توفي سنة ٦٢ هـ، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٣، تاريخ بغداد ٥/ ٥٥٢، الغاية ١/ ٥١٦.
(١) هذا القول ليس على إطلاقه، وإنما هو ضابط فقط، وليس للحصر، وقال مكي: "هذا إنّما على الأكثر وليس بعام"، انظر: الإتقان ١/ ١٠٦، والخبر أخرجه الحاكم ٣/ ٢٠ (٤٢٩٥)، البيهقي في الدلائل ٧/ ١٤٤، وابن أبي شيبة في مصنفه ١٠/ ٥٢٣ (٣٠٧٧٣)، والبزار ٣/ ٣٩.
(٢) انظر: المصاحف ١/ ١٨٠، فضائل القرآن لابن كثير: ٤١، وابن حجر في الفتح ٩/ ١٢ وقال: إسناده ضعيف، وذكر الخبر بصيغة التمريض: "يقال": ٩/ ٤٢، وانظر الإتقان ٢/ ٤٦٥.
(٣) الانتصار ١/ ١٢، فتح الباري ٩/ ٤٢.
(٤) ابن أبي داود، عبد الله بن سليمان الأشعث، أبو بكر السجستاني، صاحب كتاب المصاحف، شيخ بغداد، ولد سنة ٢٣٠ هـ، روى عن أبيه وعمه، صنف السنن، والتاريخ، والناسخ والمنسوخ، حدث عنه ابن حبان والحاكم، والدارقطني، وغيرهم، توفي سنة ٣٠٩ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء ١٣/ ٢٢٢، وفيات الأعيان ٢/ ٤٠٤.
(٥) عبيدة بن عمرو السلماني، الكوفي، أبو مسلم بن قيس السلماني، التابعي الكبير، أسلم في عام فتح مكة باليمن، ولا صحبة له، أخذ عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، روى عنه النخعي، -

<<  <  ج: ص:  >  >>