وظنهم أنك المصباح في حلبٍ ... إذا قصدت سواها عادها الظلم
يقول: ظنت الأعداء أنك مثل المصباح في حلب ومتى فارقتها أظلمت بلادها. ولم يكن الأمر كما ظنوه, ولست كالمصباح الذي يضيء موضعًا واحدًا, وإنما أنت كالشمس تعم كل بلدٍ بالضياء. وقد بين الغرض بقوله:
والشمس يعنون إلا أنهم جهلوا ... والموت يدعون إلا أنهم وهموا
وقوله:
فلم تتم سروج فتح ناظرها ... إلا وجيشك في جفنيه مزدحم
استعار لسروج ناظرًا وجعل له جفنين؛ وإنما يصف الممدوح بأنه أنجدهم إنجاذًا سريعًا؛ فكأن سروج لم تفتح ناظرها إلا وجيشك مزدحم في جفنيه.
وقوله:
والنقع يأخذ حرانًا وبقعتها ... والشمس تسفر أحيانًا وتلتثم
يقال: بقعة وبقعة وهي الموضع الواسع من الأرض. ويقال: ذهب فلان فما يدرى أين بقع؛ أي في أي بقعة من الأرض وقع. ويقال: سفرت المرأة خمارها إذا أزالته عن وجهها, واستعار ذلك للشمس, وجعل الغبار كاللثام. قال توبة بن الحمير:[الطويل]
وكنت إذا ما زرت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها
وقوله:
سحب تمر بحصن الران ممسكة ... وما بها البخل لولا أنها نقم