أي: خيل هذا الممدوح ترجع عن البلد الذي غزاه وهو مثل وابر خالٍ وأهله مثل إرم هالكون. وقال الأعشى:[مخلع البسيط]
إن لقيمًا وإن قيلًا ... وإن لقمان حيث ساروا
لم يتركوا بعدهم عريبًا ... فحدثت إثرهم نزار
ومر دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار
وقوله:
كتل بطريقٍ المغرور ساكنها ... بأن دارك قنسرون والأجم
شبه البلد الذي يغزوه بوبار, وأهله بإرم, ثم ذكر الموضع المغزو؛ وإنما هو موضع مثل به غيره. والهاء في ساكنها راجعة إلى تل بطريق, وأنثها على معنى البلدة والمدينة, ولو ذكر الضمير جاز. وقنسرون قد وافقت من العربية قوله: رجل قنسري أي مسن كبير.
قال الراجز:[الرجز]
أطربًا وأنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري
ويجوز أن يكون قنسرون في الرفع بواوٍ وفي النصب والخفض بياءٍ, ويجوز أن تقر الياء على حالها في الوجوه الثلاثة (١٩٣/ب) وتضم النون في حال الرفع, وتفتح في حال