حجرٌ أو غيره. ويروى " على حد منكب " بكسر الكاف، والمعنى: كانا مهاجرين لي. يقال: فلانٌ معي على حد منكبٍ، أي كلما رآني التوى ولم يتلقني بوجهه، وتنكب عني؛ أي اجتنبني. والمنكب من كل شيء: جانبه وناحيته. ومثله قولهم: فلانٌ يلقاني على حرفٍ؛ وهو منحرفٌ عني ومتحرفٌ. ويجوز أن يريد بقوله " بعد ما ساء ظنه " بعد تسلط اليأس والقنوط من الحياة عليه.
وقد علما أن العشيرة كلها ... سوى محضري من خاذلين وغيب
دل بهذا الكلام على الضرورة الداعية إلى الاستعانة به، والاستظهار بدعوته وإجابته. يقول: استغاثا بي متيقنين أن كل عشيرتهما إذا لم أحضر من بين شاهدٍ لا ينصر، وغائبٍ لا يحضر وأن الكفاية لا توجد إلا عندي، والنصرة لها لا تحصل إلا بسعيي. وقوله " من خاذلين وغيب " أراد ومن بين غيب، فاكتفى بمن الأول عن الثاني، وقد مر القول في مثله مشروحاً. ومعنى سوى ها هنا معنى بدلٍ ومكانٍ. وذكر المحضر والمراد النفس؛ كأنه قال: وقد علما أن العشيرة كلها بدلاً مني ومكاني، من خاذلٍ وغائبٍ.
فكنت أنا الحامي حقيقة وائلٍ ... كما كان يحمي عن حقائقها أبي
يقول: أعنتهما على ضعف رجائهما، وتسلط الظنون السيئة عليهما، جارياً على الغاية الموروثة عن أسلافي، ومقتدياً في الذب عن العشيرة، والمواظبة على حماية الحقية، بآبائي. ويقال: حميت الحقيقة وحميت عن الحقيقة، وهو يحمي عليه ويحامي عليه.
[وقال المثلم بن رياح]
من مبلغٌ عني سناناً رسالةً ... وشجنة أن قوما خذا الحق أودعا
يقول: من يؤدي عني رسالةً إلى هذين الرجلين، بأن ارضيا الحق وقوما واستوفياه، أو اتركاه فما لكما غيره وإن تسخطتماه. وهذا توعدٌ واستهانةٌ. وقوله " أن قوما " أن مخففة من أن الثقيلة والمراد: أنه قوما. ومثله قولهم في: أما إن جزاك الله خيراً، ويجوز أن يكون أن المفسرة، كأنه فسر الرسالة بقوما خذا الحق. ومثله قولهم: أتفخر على أن أصحابك اكثر من أصحابي. وأن هذه تجري مجرى أي في أنه