ومعنى البيت أن هذا الرجل لا شبيه له فضلاً وتفضلاً، وكمالاً وتبرعاً، لأن النساء منعن أن يأتين بمثله فعقمن، أي صرن كذلك. وقوله متهلل بنعم، يريد بلفظ نعم. وجعل نعم اسماً، أي هو بش طلق الوجه قريب المأخذ، مجيب فيما يسأل، وعند كل ما يطلب منه ويقترح عليه، بقوله نعم، وهو متهلل، أي ضاحك مستبشر. وقوله بلا متباعد أي يتباعد عن كل أحد بأن يصك في وجهه فيما يطلب نيله منه بأن يقول لا، ولا جعله كالإسم. فنعم كأنه اسم الإسعاف، ولا كأنه اسم المنع والدفاع. وقوله سيان منه الوفر والعدم أي مثلان عنده الغنى والفقر لا يخل بالمعهود منه، ولا يترك عادته فيه. وقوله نزر الكلام من الحياء، أي هو قليل الكلام حتى كأنه ملجم لغلبة الحياء عليه، وحتى يظن من لا يعرفه أنه لآفة يترك الكلام، ولا آفة ثم، إنما مانعه ما يمتلكه من حياء ممتزج بالكرم، ولقلة رضاه عن نفسه في كل مايرتئيه أو يأتيه، إذ كانت طباعه لا ترضي عنه بشيء يبلغه، فالحياء يمسكه، والكرم يسكته. لا تحمد منه ولا تبجح. ولا تسحب ولا تعلى. ومثل هذا قول الاخر:
راحوا تخالهم مرضى من الكرم
والضمين: الزمن، ومصدره الضمانة.
[وقالت ليلى الأخيلية]
يا أيها السدم الملوى رأسه ... ليقود من أهل الحجاز بريما
السدم والسادم: النادم الحزين، وقيل بل السادم مأخوذ من المياه الأسدام، وهي المتغيرة لطول المكث. والسدم أيضاً: الفحل العظيم الهائج. والسدم أيضاً: اللهج بالشيء. وحكى أبو حاتم قال: قلت للأصمعي يوماً: إنك تحفظ من الرجز ما