للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأعلَمتُ على مواضعِ الزَّلل، ومع شَغَفَ النّاس وإجماع أكثر أهل البلدان على تعلّم هذا الديوان لم يقع له شرح شاف يفتحُ الغَلْق ولا بيان عن معانيه كاشفُ الأستار، فتصَلَّيتُ بما رَزَقني الله تعالى من العلم لإفادة قصد تعلّم هذا الديوان وإرادة (١) الوقوفِ على مُودَعِه من المعاني بتصنيف كتابِ يَسلَمُ من التطويل مشتمل على البيان والإيضاح، مُبتسم من الغُرور والأوضاح، يَخرُج مَن تأمَّله عن ظُلم التخمين إلى نُور اليقين حتى يُغنيه عن هَوْساتِ المؤدبين ووَساوِس المبطلين، وقد سعيتُ في علم هذا الشعر سعي المُجِد، فنَطَقتُ فيه مبيِّنًا عن إصابة. انتهى.

وقال أيضًا في آخره هذا آخِرُ ما اشْتَمَل عليه ديوانه الذي رَبَّبه بنفسه، خمسة آلاف وأربع مئة وأربعة وتسعون قافية، وتَقدَّر الفراغ من هذا وهو التفسيرِ والشَّرح في اليوم السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ٤٦٢، وإنما دَعَاني إلى تصنيف هذا الكتاب معَ خمول الأدب وانقراض زمانه اجتماع أهل العصر قاطبةً على هذا الديوان وشَغَفُهم بحفظه وروايته وانقطاعهم عن جميع أشعار العرب جاهليها وإسلاميّها إلى هذا الشعر، حتى كأن الأشعار كلَّها فُقِدت، وليس ذلك إلا لتراجع الهِمَم وخُلو الزَّمان عن الأدب وقلة العلم بجوهر الكلام ومعرفة جيده من رديئه، ومع ولوع النّاس به لا يُرى أحَدٌ يَرجِعُ في معرفته إلى محصول وإنما المفزع منه فيها إلى تفسير أبي الفتح ابن جِنِّي فإنه اقتصر في كتابه على تفسير الألفاظ واشتغل بإيراد الشواهد الكثيرة والنَّحو الغَرِيب (٢).


(١) في الأصل: "أراد".
(٢) في م: "مسائل النحو الغريبة"، والمثبت من خط المؤلف، ولفظة "مسائل" لا وجود لها في نسخة المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>