١٢٨٢ وكيل نكور يسمّونه الصحفة وهي خمسة وعشرون مدّا بمدّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويسمّون نصف الصحفة السدس، والرطل عندهم في جميع الأشياء اثنتان وعشرون أوقية، وقنطارهم مائة رطل، ودراهمهم عدد بلا وزن.
١٢٨٣ والّذي أسّسها وبناها سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور الحميري، وصالح بن منصور هو المعروف بالعبد الصالح وهو الّذي افتتحها زمان الوليد بن عبد الملك ودخل أرض المغرب في (الافتتاح الأوّل)«١» ، فنزل مرسى تمسامان «٢» على البحر بموضع يقال له بدكون «٣»(بوادي البقر، وبين مرسى تمسامان ومدينة نكور عشرون ميلا)«٤» . وهو مرسى صيفي لا يكنّ، ويقابله من برّ الأندلس مدينة طونيانة «٥» . وعلى يديه أسلم بربرها وهم صنهاجة وغمارة، ثمّ ارتدّ أكثرهم لمّا ثقلت «٦» عليهم شرائع الإسلام وقدّموا على أنفسهم رجلا يسمّى داود ويعرف بالرندي «٧» وكان من نفزة «٨» ، وأخرجوا صالحا من البلد. ثمّ (تلافاهم الله)«٩» بهداه وتابوا من شركهم وقتلوا الرندي واستردّوا صالحا، فبقي هناك إلى أن مات بتمسامان ودفن بقرية يقال لها الأقطى على شاطىء البحر وقبره بها يعرف إلى اليوم. وكان له من الولد المعتصم وإدريس أمّهما صنهاجية وعبد الصمد. فولّوا المعتصم ومكث فيهم يسيرا ومات فولي (سعيد بن إدريس)«١٠» وهو الّذي بنى مدينة نكور على ما تقدّم.