وداخل مدينة بسكرة آبار كثيرة عذبة منها في الجامع بئر لا تنزف، وداخل المدينة جنان «١» يدخل إليها الماء من النهر، وبها جبل ملح يقطع منه الملح كالصخر الجليل، ومنه كان عبيد الله الشيعي وبنوه يستعملون في أطعمتهم.
وتعرف ببسكرة النخيل. قال أحمد بن محمّد المروذي [سريع] :
ثمّ أتى بسكرة النخيل ... قد اغتدى في زيّه الجميل
١١٩٩ ومن مدنها مدينة جمونة «٢» ومدينة طولقة ومدينة مليلى ومدينة بنطيوس (وهي من بنيان الأوّل)«٣» . وشرب بسكرة من نهر كبير يجري في جوفيّها منحدر من جبل أوراس «٤» . وقرية من قرى بسكرة تسمّى ملشون منها أبو عبد الله الملشوني وابنه إسحاق عالمان يحمل عنهما العلم، (سمع منهما أبو عبد الله)«٥» بن ميمون ومقاتل وغيرهما.
١٢٠٠ أخبرني أحمد بن عمر بن أنس قال: أخبرني قاسم بن عبد العزيز أنّ في الطريق إلى يسكرة جبلا يعرف بزيقيزي «٦» في وسطه كهف فيه رجل قتيل لم يغيّره مرّ الزمان وتقادم الدهور تبضّ جراحه دماء كأنّما قتل منذ يومين، وتخبر الكافّة عن الكافّة أنّهم لا يعلمون متى قتل قدما، وقد نقله أهل تلك النواحي ودفنوه في أفنيتهم تبرّكا به، ثمّ لم ينشبوا «٧» أن وجدوه في الكهف