وبرّحجّك، وتقبّل نسكك؛ وجعلك ممّن قلبه مفلحا منجحا، قد ربحت صفقته، ولم تبر تجارته «١» ، ولا أعدمك نية تفضل عملك، وتوفيقا يحوط دينك، وشكرا يرتبط نعمتك؛ فهنأكم الله النعمة، وجمعكم في دار الخلافة، وجعلكم ساسة الأمّة والمتقدّمين عند الإمام- أيده الله بالطاعة والنصيحة- فإنّكم زين السلطان، وعمدة الإخوان، وأضداد أكثر أهل الزمان.
وكتب إلى رجل عن صديق له يهنّئه بفطام مولود: أنا- أعزّك الله- لما حمّلني الله من أياديك، وأودعني من إحسانك، وألزمني من شكرك، آخذ نفسي بمراعاة أمورك، وتفقّد أحوالك، وتعرّف كلّ ما يحدثه الله عندك، لأقابله بما يلزمني، وأقضي الحقّ فيه عنّي بمبلغ الوسع ومقدار الطاقة، وإن كانا لا يبلغان واجبك، ولا يستقلّان بثقل عارفتك. وكلّ ما نقّل الله الفتى وبلّغه من أحوال البلوغ ورقّاه فيه من درجات النموّ، فنعمة من الله حادثة تلزم الشكر، وحقّ يجب قضاؤه بالتهنئة. وكتب إليّ وكيلي المقيم ببابك يذكر ما وهبه الله من سلامته عند الفطام، وصلاح جسمه عند الطعام، وسلوته عن أوّل الغذاء، وسرورك ومن يليك بما وهب الله في هذه الحال من عافيته وحسن المدافعة عنه؛ فأكثرت لله الحمد، وأسهبت «٢» في الدعاء والرغبة، وتصدّقت عنه بما أرجو أن يتقبّله؛ وكتبت مهنّئا بتجدّد النعمة عندكم فيه. فالحمد لله المتطوّل «٣» علينا قبله بما هو أهله، والمجري لنا فيما يوليك على حسن عادته. وهنأك الله النعم، وصانها عندك من الغير «٤» ، وحرسها بالشكر، وبلغ