أيّامك والكون في ظلّ جناحك، في غاية من تخصّه وتعمّه نعمك، وتجول به الحال حيث جالت بك. فالحمد لله الذي جعل العاقبة لك، ولم يردد علينا آمالنا منكوسة فيك، كما ردّها على غيرنا في غيرك. وهنيئا هنأك الله نعمه خاصّها وعامّها، وأوزعك شكرها، وأوجب لك بالشكر أحسن المزيد فيها.
وكتب رجل من الكتّاب إلى نصرانيّ قد أسلم يهنئه: الحمد لله الذي أرشد أمرك، وخصّ بالتوفيق عزمك، وأوضح فضيلة عقلك، ورجاحة رأيك؛ فما كانت الآداب التي حويتها، والمعرفة التي أوتيتها؛ لتدوم بك على غواية وديانة شائنة «١» لا تليق بلبّك، ولا يبرح ذوو الحجا من موجبي حقّك ينكرون إبطاءك عن حظّك وتركك البدار «٢» إلى الدّين القيّم الذي لا يقبل الله غيره ولا يثيب إلا به، فقال: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
«٣» ، وقال:
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ
«٤» . والحمد لله الذي جعلك في سابق علمه ممن هداه لدينه، وجعله من أهل ولايته، وشرّفه بولاء خليفته. وهنأك الله نعمته، وأعانك على شكره؛ فقد أصبحت لنا أخا ندين بمودّته وموالاته بعد التأثّم من خلطتك «٥» ومخالفة الحقّ بمشايعتك؛ فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
«٦» .
وكتب رجل من الكتّاب تهنئة بحجّ: الحمد لله على تمام مهاجرك، وسلامة بدأتك ورجعتك، وإعظامه المنّة بأوبتك؛ وشكر الله سعيك،