صاحبها حسنتين. وفي بعض كتب العجم: علامة الأحرار، أن يلقوا بما يحبون ويحرموا أحبّ إليهم من أن يلقوا بما يكرهون ويعطوا؛ فانظر إلى خلّة أفسدت مثل الجود فاجتنبها، وانظر إلى خلّة عفّت مثل البخل فالزمها. كان يقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التّقوى، والغنى في القناعة. أبو الحسن قال: خطب سلمان إلى عمر فأجمع على تزويجه، فشقّ ذلك على عبد الله ابن عمر وشكاه إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أردّه عنك، فقال: إن رددته بما يكره أغضبت أمير المؤمنين، قال: عليّ أن أردّه عنك راضيا، فأتى سلمان فضرب بين كتفيه بيده، ثم قال: هنيئا لك أبا عبد الله، هذا أمير المؤمنين يتواضع بتزويجك، فالتفت إليه مغضبا وقال، أبي يتواضع! والله لا أتزوّجها أبدا. وقال المرّار بن منقذ العدويّ «١» : [بسيط]
يا حبّذا، حين تمسي الريح باردة ... وادي أشيّ وفتيان به هضم «٢»
مخدّمون، كرام في مجالسهم، ... وفي الرحال، إذا لاقيتهم، خدم
وما أصاحب قوما ثم أذكرهم ... إلّا يزيدهمو حبّا إليّ هم «٣»
ابن المبارك عن ذرّ عن الشعبيّ قال: ركب زيد بن ثابت، فدنا عبد الله