للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أمّ المنذر رضي الله تعالى عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه عليّ ولنا دوال معلّقة.

قالت: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأكل، وعليّ معه يأكل. فقال صلّى الله عليه وسلّم لعليّ: «مه يا عليّ، فإنّك ناقه» .

ويعلم منه أنّ الوضوء لا يجب مما مسّته النار. والله أعلم.

(و) أخرج أبو داود، والتّرمذيّ في «الجامع» و «الشمائل» بإسناد حسن- كما قال العراقيّ- (عن أمّ المنذر) اسمها:

سلمى بنت قيس بن عمرو الأنصاريّة، من بني النّجار، إحدى خالات النّبيّ صلّى الله عليه وسلم من جهة أبيه؛ بايعت وصلّت إلى القبلتين.

لها صحبة، خرّج لها أبو داود والنّسائي (رضي الله تعالى عنها؛ قالت:

دخل عليّ) - بتشديد الياء المثناة- (رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومعه عليّ ولنا دوال) - بفتح الدال المهملة، وتنوين اللام المكسورة-: أعذاق من بسر النّخل تعلّق، كلما أرطبت أكل منها على التّدريج، واحدتها: دالية.

(معلّقة) - بالرّفع، صفة مؤكّدة لدوال- (قالت:

فجعل) أي: شرع (رسول الله صلّى الله عليه وسلم يأكل، وعليّ معه يأكل) بالجملة عطف على «جعل» (فقال صلّى الله عليه وسلم لعليّ: «مه) ؛ أي: اكفف (يا عليّ، فإنّك ناقه» ) بكسر القاف بعده هاء. اسم فاعل. أي قريب برء من المرض لم تتقرّر صحّتك، نخاف عليك عود المرض؛ إن أكثرت. يقال نقه- بفتح القاف وكسرها- من بابي نفع وتعب؛ إذا برىء من المرض. فالنقاهة حالة بين الصّحة والمرض.

قال الأطباء: وأنفع ما يكون الحمية لناقه من المرض، فإنّ طبيعته لم ترجع بعد إلى قوّتها، والقوّة الهاضمة ضعيفة، والطّبيعة قابلة، والأعضاء مستعدّة، فتخليطه يوجب انتكاسا أصعب من ابتداء مرضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>