وعن جابر أيضا قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار، فذبحت له شاة؛ ...
شيء، و «ما» في «كما» كافة، وهي مقحمة لدخول الكاف على الجملة، وهي مبتدأ والخبر محذوف، أي كما هي قبل ذلك. (رواه البخاريّ، ومسلم) في «صحيحيهما» في «كتاب المغازي» من حديث سعيد بن ميناء عن جابر.
وأخرجه البخاريّ وحده من رواية أيمن عن جابر بنحوه: وفي آخره:
فقال صلّى الله عليه وسلم «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللّحم ويخمر البرمة والتنّور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال:«كلي هذا، وأهدي فإنّ النّاس أصابتهم مجاعة» .
وفي رواية يونس بن بكير: فما زال يقرّب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا. فقال:«كلي وأهدي» ، فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع.
وفي رواية أبي الزّبير عن جابر: فأكلنا نحن وأهديناا لجيراننا، فلما خرج صلّى الله عليه وسلم ذهب ذلك. انتهى.
وصريح هذا أنّ الذي باشر الغرف النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، فيخالف ظاهر قوله «واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها» ؛ أي: اغرفي من أن مباشرة المرأة!!.
ويمكن الجمع بينهما بأنّها كانت تساعده في الغرف. ولم يتعرّض الحافظ ابن حجر، ولا القسطلّانيّ لهذا. والله أعلم.
وفي ذلك علم من أعلام نبوّته صلّى الله عليه وسلم.
(و) أخرج التّرمذيّ في «الشمائل» ؛ (عن جابر أيضا) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما (قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم) ؛ أي: من بيته، أو من المسجد (وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار؛ فذبحت له شاة) .