وبارك، ثمّ عمد إلى برمتنا، فبصق، وبارك، ثمّ قال:«ادعي خابزة فلتخبز معك، واغرفي من برمتكم، ولا تنزلوها» .
والقوم ألف، فأقسم بالله لقد أكلوا حتّى تركوه، وانصرفوا، وإنّ برمتنا لتغطّ- أي: تغلي- كما هي، وإنّ عجيننا ليخبز كما هو.
(وبارك) في العجين: أي دعا فيه بالبركة، (ثمّ عمد) - بفتح الميم: قصد- (إلى برمتنا فبصق) . زاد الكشميهني: فيها؛ أي البرمة (وبارك) في الطّعام، (ثمّ قال) : أي صلّى الله عليه وسلم لجابر (: «أدع خابزة، فلتخبز) بسكون اللّام (معك) بكسر الكاف! خطابا لزوجة جابر. فخصّه بالأمر بالدّعاء، لأنه صاحب المنزل المشار إليه بإذنه لمن شاء في دخول منزله، وخاطب زوجته بأنه إذا أحضرها يأمرها بالخبز معها؛ أي مساعدتها فيه، ثم تباشر هي غرف الطعام.
ولا ينافيه أنّ لفظ البخاريّ: فلتخبز معي، لأنّ المراد: وقولي لها لتخبزي معي؛ أي تعاونيني فيه. ويدلّ عليه قوله:(و) اقدحي أي (اغرفي من برمتكم) والمغرفة: تسمّى المقدحة، وقدحة من المرق: غرفة منه (ولا تنزلوها» ) - بضمّ المثنّاة الفوقية، وكسر الزّاي- أي: البرمة من فوق الأثافي- بفتح الهمزة، والمثلّثة فألف ففاء مكسورة، فتحتيّة مشددة-: حجارة ثلاثة يوضع عليها القدر.
(و) هم أي: (القوم) الذين أكلوا (ألف) .
وفي «مستخرج أبي نعيم» : وهم سبعمائة، أو ثلثمائة. وللإسماعيلي ثمانمائة، أو ثلثمائة. وفي مسلم: ثلثمائة.
قال الحافظ ابن حجر: والحكم للزّائد، لمزيد علمه، ولأنّ القصّة متّحدة.
وفي رواية أبي الزّبير عن جابر: وأقعدهم عشرة عشرة يأكلون، (فأقسم بالله، لقد أكلوا حتّى تركوه، و) ؛ انحرفوا أي:(انصرفوا) ومالوا عن الطعام؛ (وإنّ برمتنا لتغطّ) - بكسر الغين المعجمة، وشدّ الطّاء المهملة- (أي: تغلي) وتفور بحيث يسمع لها غطيط (كما هي، وإنّ عجيننا ليخبز كما هو) لم ينقص من ذلك