للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا أنا فلا آكل متّكئا» .

روى عنه ابنه عون، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق السّبيعي، وعليّ بن الأقمر، والحكم بن عتيبة- بالمثناة فوقا-.

وكانت وفاته سنة: اثنتين وسبعين؛ (رضي الله تعالى عنه؛ قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أمّا) - هي لتفصيل ما أجمل، ولتأكيد الحكم غالبا، نحو جاء القوم؛ أمّا زيد فراكب، وأمّا عمرو فماش، وقد تجيء لمجرّد التّأكيد.

ذكره الرّضيّ. والثاني هو المراد هنا.

(أنا) قال ابن حجر: خصّص نفسه الشريفة بذلك!! لأنّ من خصائصه كراهته له دون أمّته؛ على ما زعمه ابن القاصّ من أئمّتنا، والأصحّ: كراهته لهم أيضا، فوجه ذلك أنّ قضية كماله صلّى الله عليه وسلم عدم الاتّكاء في الأكل؛ إذ مقامه الشريف يأباه من كلّ وجه، فامتاز عليهم بذلك. انتهى.

قال في «جمع الوسائل» : والأظهر أن يراد به تعريض غيره من أهل الجاهلية والأعجام؛ بأنّهم يفعلون ذلك إظهارا للعظمة والكبرياء، والافتخار والخيلاء، وأمّا أنا فلا أفعل ذلك، وكذلك من تبعني، قال تعالى قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [١٠٨/ يوسف] . وفيه إشارة خفيّة إلى أنّ امتناعه إنّما هو بالوحي الخفيّ؛ لا الجليّ. انتهى كلام ملّا علي قاري رحمه الله تعالى.

(فلا آكل) - بالمدّ؛ على أنّه متكلم- (متّكئا» ) - بالهمز- ومعنى المتّكئ:

المائل إلى أحد الشّقين؛ معتمدا عليه وحده.

وحكمة كراهة الأكل متّكئا: أنّه فعل المتكبّرين، المكثرين من الأكل نهمة وشرها، المشغوفين من الاستكثار من الطعام. والكراهة مع الاضطجاع أشدّ منها مع الاتّكاء.

نعم؛ لا بأس بأكل ما يتنقّل به مضطجعا، لما ورد عن عليّ كرم الله وجهه أنّه

<<  <  ج: ص:  >  >>