للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للأكل أن يجمع بين ركبتيه وبين قدميه؛ كما يجلس المصلّي، إلّا أنّ الرّكبة تكون فوق الرّكبة، والقدم فوق القدم.

وكان صلّى الله عليه وسلّم يقول: ...

للأكل أن يجمع بين ركبتيه وبين قدميه؛ كما يجلس المصلّي) في حال صلاته، (إلّا أنّ الرّكبة تكون فوق الرّكبة، والقدم فوق القدم) .

قال العراقيّ: رواه عبد الرزاق في «المصنف» ؛ من رواية أيوب معضلا: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم كان إذا أكل احتفز؛ وقال: «آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد» .

وروى ابن الضّحّاك في «الشمائل» ؛ من حديث أنس- بسند ضعيف-:

كان إذا قعد على الطّعام استوفز على ركبته اليسرى، وأقام اليمنى؛ ثمّ قال:

«إنّما أنا عبد؛ أجلس كما يجلس العبد، وأفعل كما يفعل العبد» .

وروى أبو الشّيخ في «الأخلاق» - بسند جيد-؛ من حديث أبيّ بن كعب: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلم كان يجثو على ركبتيه، وكان لا يتّكئ.

أورده في صفة أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وإنّما فعل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم تواضعا لله تعالى، فالسنّة أن يجلس جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى.

قال ابن القيّم: ويذكر عنه صلّى الله عليه وسلم: أنّه كان يجلس للأكل متورّكا على ركبتيه، ويضع ظهر اليمنى على بطن قدمه اليسرى؛ تواضعا لله عزّ وجلّ، وأدبا بين يديه.

قال: وهذه الهيئة أنفع الهيئات للأكل وأفضلها، لأنّ الأعضاء كلّها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها الله تعالى عليه. انتهى شرح «الإحياء» بتصرّف.

(و) في «كشف الغمة» - ونحوه في «الإحياء» -: (كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم يقول) ؛ كما رواه أبو داود، وابن ماجه، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال:

خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم متوكّئا على عصا؛ فقمنا له. فقال: «لا تقوموا كما تقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>