للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: لا أَرجع من هذه السَّفرة، وتوفِّي على نهر البَذَنْدُون يومَ الخميس وقتَ الظُّهر لاثنتي عشرةَ ليلةً بقيت من رجب، وصلَّى عليه المعتصم، وحمله ابنُه العباسُ إلى طَرَسوسَ فدفنه بها، ووكَّل بقبره مئةً من الحرس، وأَجرى على كل رجلٍ منهم في كلِّ شهرٍ تسعين درهمًا، ودُفن بدار الإمارة، وتُعرف بدار خاقانَ مولى الرشيد، وهي اليومَ كنيسة، وقبرُه بها، والروم تعظِّمه وتوقد عليه القناديل. [وقال المسعودي:] (١) دُفن عن يسار المسجد.

و [اختلفوا في سِنِّه على قولَين: أحدهما: أنَّه] عاش ثمانيةً وأربعين سنة.

والثاني (٢): خمسين سَنَة، والأوَّل أصحّ؛ لأنه وُلد سنةَ سبعين ومئة [على ما ذكرنا].

و [اختلفوا في خلافته على قولَين: أحدهما: أنَّها] كانت (٣) عشرين سنةً وخمسةَ أشهرٍ وثلاثةَ عشَرَ يومًا سوى سَنتَين وخمسةِ أَشهر [كان دُعي له فيها بمكَّةَ وأخوه الأمينُ ببغداد (٤). والثاني: أنَّها كانت إحدى وعشرين سنة (٥).

وقد رثاه جماعةٌ منهم أبو سعيدٍ المخزومي، وهي من أحسن الشعر وأَجودِه، فقال:] (٦) [من الخفيف]

أيُّها الجاهلُ المفكِّرُ في الشَّمـ … سِ المعنَّى بها اعتناءَ المجوسِ

تاركًا حظه (٧) المسير من السَّبـ … ـتِ يروم المسيرَ يومَ الخميس

ما رأينا النُّجوم أَغنت عن المأ … مونِ في عزِّ مُلكِه المأسوس

خلَّفوه بعَرْصَتَي طَرَسوسٍ … مِثلَما خلَّفوا أباه بطُوس (٨)


(١) في مروج الذهب ٧/ ٢. وفي (خ) و (ف): وقيل.
(٢) في (خ) و (ف): وقيل. وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في (خ) و (ف): وكانت خلافته.
(٤) في (خ) و (ف): في محاربة أخيه.
(٥) وقع في (ب) تكرار حيث قال: واختلفوا في خلافته على قولين. أحدهما: أنها كانت إحدى وعشرين سنة. فأثبته كما ترى. وفي (خ) و (ف): وقيل: عشرين سنة وشهورًا. وانظر تاريخ الطبري ٨/ ٦٥٠، ومروج الذهب ٧/ ٢، وتاريخ بغداد ١١/ ٤٤٢، وتاريخ دمشق ٣٩/ ٢٨٨ - ٢٩٣، والكامل ٦/ ٤٣٢، وغير ذلك.
(٦) في (خ) و (ف): وقال أبو سعيد المخزومي.
(٧) في (ب): خطة.
(٨) ذكرت المصادر البيتين الأخيرين. انظر تاريخ الطبري ٨/ ٦٥٥، ومروج الذهب ٧/ ١٠١ - ١٠٢، وتاريخ =