كتمتَ الهوى حتى أضرَّ بك الكَتْمُ … ولامَك أقوامٌ ولومُهُمُ ظُلْمُ
ونمَّ عليك الكاشحون وقبلَهم … عليك الهوى قد نَمَّ لو نَفعَ النَّمُّ
فيا مَن لنفسٍ لا تموتُ فيَنقضي … عَناها ولا تَحيا حياةً لها طَعْمُ
تَجَنَّبْتَ إتيانَ الحبيب تأثُّمًا … ألا إن هِجران الحبيب هو الإثمُ
[تنتهت سيرتهم والله أعلم.]
كُرَيْب بن أبي مُسلم
مولى عبد الله بن عباس ﵄، كنيته أبو رِشدين، ويقال: أبو راشد.
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال: مات سنة ثمان وتسعين في آخر خلافة سليمان، وكان ثقةً حسنَ الحديث.
وقال موسى بن عُقبة: وضع عندنا كُريب حِمْلَ بعيرٍ من كتب ابن عباس، فكان عبد الله ابن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: ابعث إليَّ بصحيفة كذا وكذا، فكان ينسخها ويبعث إليه بإحداهما (١).
وذكره خليفة في الطبقة الثانية من أهل مكة (٢)، وقال: بعثتْه أمُّ الفضل إلى معاوية رسولًا فقضى حاجتها.
وكان ابن عباس يبعثه إلى عائشة يسألها، وبعثه يومًا يسألها عن ركعتين بعد العصر فردَّته إلى أم سلمة.
وقال مجاهد: كان ابن عباس يُسمّي عَبيدَه بأسماء العرب؛ عكرمة، ومِسْمَع، وكُرَيب، وكان يقول لهم: تزوَّجوا؛ فإن العبد إذا زنى نُزع منه نور الإيمان.
وقيل ليحيى بن مَعين: أيُّما أحب إليك عكرمة أو كريب؟ فقال: كلاهما ثقة.
(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٨٨ - ٢٨٩، وترجمة كريب ليست في (ص).
(٢) "طبقات خليفة" ٢٨٠، وتاريخه ٣١٦، والقول الآتي ليس فيهما، وهو في "تاريخ دمشق" ٥٩/ ٣٣٥ من غير طريق خليفة.