للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان عالم الديار المصرية في عصره مع المزني. وثقه النسائي وقال مرة: لا بأس به.

وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: ما رأيت في فقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.

وقال: كان أعلم من رأيت على أديم الأرض بمذهب مالك، وأحفظهم له سمعته يقول: كنت أتعجب ممن يقول في المسائل: لا أدري.

ثم قال ابن خزيمة: وأما الإسناد فلم يكن يحفظه، وكان من أصحاب الشافعي وكان ممن يتكلم فيه فوقعت بينه، وبين البويطي وحشة في مرض الشافعي فحدثني أبو جعفر السكري صديق الربيع قال لما مرض الشافعي جاء ابن عبد الحكم ينازع البويطي في مجلس الشافعي فقال البويطي: أنا أحق به منك فجاء الحميدي وكان بمصر فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من البويطي، وليس أحد من أصحابي أعلم منه فقال له ابن عبد الحكم: كذبت فقال الحميدي: كذبت أنت، وأبوك وأمك وغضب ابن عبد الحكم فترك مجلس الشافعي.

قال: فحدثني ابن عبد الحكم قال: كان الحميدي معي في الدار نحوًا من سنة، وأعطاني كتاب ابن عيينة ثم أبوا إلَّا أن يوقعوا بيننا ما، وقع.

هذه الحكاية رواها الحاكم عن حسينك عن ابن خزيمة.

وعن أبي إبراهيم المزني قال: نظر الشافعي إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وقد ركب دابته فأتبعه بصره وقال: وددت أن لي، ولدًا مثله وعلي ألف دينار لا أجد قضاءها.

قال أبو الشيخ: حدثنا عمرو بن عثمان المكي قال: رأيت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يصلي الضحى فكان كلما صلى ركعتين سجد سجدتين فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرًا لله على ما أنعم به علي من صلاة الركعتين.

قال ابن أبي حاتم: ابن عبد الحكم ثقة صدوق أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك. قلت: قد تفقه بمالك ولزمه مدة وهو أيضًا في عداد أصحابه الكبار.

أخبرني عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي، أخبرنا علي بن عبد السلام، أخبرنا الشيخ أبو إسحاق الشيرازي قال: حمل محمد في محنة القرآن إلى ابن أبي داود ولم يجب إلى ما طلب منه ورد إلى مصر وانتهت إليه الرئاسة بمصر يعني: في العلم وذكر غيره أن ابن عبد الحكم ضرب فهرب واختفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>