قال: وسمعت محمد بن يوسف يقول: كان زكريا اللؤلئي، والحسن بن شجاع ببلخ يمشيان مع أبي عبد الله إلى المشايخ إجلالًا له، وإكرامًا.
قال: وسمعت حاشد بن إسماعيل يقول: رأيت إسحاق بن راهويه جالسًا على السرير، ومحمد بن إسماعيل معه وإسحاق يقول: حدثنا عبد الرزاق حتى مر على حديث فأنكر عليه محمد فرجع إلى قول محمد.
ثم رأيت عمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع عند محمد بن إسماعيل يسألانه عن علل الحديث فلما قاما قالا لمن حضر: لا تخدعوا عن أبي عبد الله فإنه أفقه منا، وأعلم وأبصر.
قال: وسمعت حاشد بن عبد الله يقول: كنا عند إسحاق، وعمرو بن زرارة ثم وهو يستملي على البخاري، وأصحاب الحديث يكتبون عنه وإسحاق يقول: هو أبصر مني وكان محمد يومئذ شابًّا.
وقال: حدثني محمد بن يوسف قال: كنا مع أبي عبد الله عند محمد بن بشار فسأله محمد بن بشار عن حديث فأجابه فقال: هذا أفقه خلق الله في زماننا، وأشار إلى محمد بن إسماعيل.
قال: وسمعت سليم بن مجاهد يقول: لو أن وكيعًا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال لي إسماعيل بن أبي أويس: انظر في كتبي، وما أملكه لك وأنا شاكر لك ما دمت حيًّا.
وقال: قال لي أبو عمرو الكرماني: سمعت عمرو بن علي الصيرفي يقول: أبو عبد الله صديقي ليس بخراسان مثله.
فحكيت لمهيار بالبصرة عن قتيبة بن سعيد أنه قال: رحل إلي من شرق الأرض، وغربها فما رحل إلي مثل محمد بن إسماعيل فقال مهيار: صدق أنا رأيته مع يحيى بن معين وهما يختلفان جميعًا إلى محمد بن إسماعيل فرأيت يحيى ينقاد له في المعرفة.
وقال: سمعت أبا سعيد الأشج، وخرج إلينا في غداة باردة، وهو يرتعد من البرد فقال: أيكون عندكم مثل ذا البرد? فقلت: مثل ذا يكون في الخريف، والربيع وربما نمسي والنهر جار فنصبح، ونحتاج إلى الفأس في نقب الجمد فقال لي: من أي خراسان أنت? قلت: من بخارى فقال له ابنه: هو من، وطن محمد بن إسماعيل فقال له: إذا قدم عليك من يتوسل به فاعرف له حقه فإنه إمام.